هذه حكاية أخرى من حكايات كليلة ودمنة ، وهي الحكاية التاسعة من الحكايات المسموعة التي أنشرها على قناتي ،اليوتوب وسبريكر. وكذا أذيعها هنا في هذه المدونة ، للفائدة والإمتاع. وهذه الحلقة الأولى من حكاية القرد والغيلم ،التي تنقلنا إلى أجواء المتعة والتفكير في الحكم التي حملها الفيلسوف الهندي '"بيدبا'" على لسان الحيوانات ، وجعلها موسوعة من الحكم والأمثال ،ليستفيد منها اللبيب العاقل،ويأنس بحكاياتها وأحداثها وما فيها من تشويق ومتعة الأطفال ، وإن كانت في الحقيقة موجهة لكل الفئات دون استثناء . ودون إطالة ؛هذه حلقة أخرى (مسموعة) من كتاب كليلة ودمنة بعنوان (القرد والغيلم) نرى فيها كيف يحصل للذي ابتلي بالاختيار بين الوفاء للزوجة و الوفاء للصديق.
الحلقة الأولى:
القرد والغيلم
وفي الحلقة الثانية نكتشف كيف خلص القرد نفسه من الورطة التي وقع فيها ،بعد أن أعمل الحيلة طلبا للنجاة والخلاص. الحلقة الثانية
الماء عنصر أساسي لكل
كائن حي ، يحفظ حياة الإنسان والحيوان و النبات ، ويستخدم لأغراض منزلية وفلاحيه
وصناعية وترفيهية ،فلا حياة بدون ماء ، فالإنسان مثلا
يستطيع أن يصوم عن الطعام خمسة أسابيع أو أكثر ، ومع ذلك يبقى على قيد الحياة ،
ولكنه لا يستطيع أن يعيش بدون ماء أكثر من بضعة أيام.
إن الحصول على الماء
النقي والمحافظة عليه ليست عملية سهلة ، فالماء عندما يتدفق من مصادره يكون نقيا ،
خاليا من الجراثيم و المواد الضارة ، ولكنه أثناء عبوره الوديان و المسالك و
المزارع و القنوات بعيدا عن مصدره ، يتعرض للتلوث ، لذا يتطلب
المعالجة قبل استهلاكه عبر عمليات التصفية والتنقية والتعقيم.
فبفضل التقدم العلمي ،
استطاع الإنسان أن يعالج الماء ، ويجعله نقيا وصالحا للشرب ، والإنسان نفسه ساهم
في تلويثه . والواقع أن معظم السكان في البلدان لا زالوا يعانون من مشكلة الماء
سواء من حيث الكم أو الكيف.
لقد بدأ الإنسان يدرك
خطورة المياه الملوثة ، ودورها في نشر الأمراض المعدية ، بسبب ما تحمله من جراثيم
ومواد ضارة تهدد صحته وصحة الآخرين. وفي هذا الإطار أشار المدير التنفيذي لمنظمة
الأمم المتحدة للأطفال (اليونيسيف) في تقرير له عن وضع الأطفال في العالم ، إلى أن
ثلاثة أرباع الأمراض في العالمي النامي كله لها علاقة بشكل أو بآخر بنقص الماء
النقي و أسباب النظافة ، ذلك أن الماء يعتبر من أكثر الأوساط القابلة لنمو
الجراثيم وتكاثرها ، لأن الماء أساسي كذلك بالنسبة لهذه الكائنات ، وخاصة إذا ترك
لمدة طويلة معرضا للهواء ، فالأمراض التي تنتقل إلى الإنسان بواسطة المياه ، تتم
عن طريق الشرب أو عن طريق استهلاك المياه الملوثة التي تم استخدامها لأغراض منزلية
أو زراعية أو صناعية ، بكيفية غير سليمة.
وهكذا فإن شرب المياه
الملوثة ، أو غسل الخضار والفواكه بتلك المياه ، يسبب الإصابة بأمراض الإسهال التي
تعرض عددا كبيرا من الأشخاص إلى الوفاة ، وخاصة الأطفال الصغار ، وكذلك الإصابة
بمرض التفويد والكوليرا وشلل الأطفال والديدان المعوية.كما أن السباحة أو
التواجد بالمياه الملوثة يسبب الإصابة بمرض “البلهارسيا” أو مرض “الملاريا” عن
طريق الحشرات الحاملة للمرض التي تتناسل في الماء وتلدغ الإنسان أو الحيوان.
إن تصحيح التعامل مع
البيئة وتطوير الخدمات الصحية الأساسية يساعدان كلاهما على تأمين المياه النقية
للشرب ، وتحسين أسباب النظافة الشخصية والعامة ، وبالتالي فالعاملان كلاهما
يساهمان في القضاء على تلك الأمراض.
وختاما فإنه يخطئ من
يظن أن المحافظة على الماء خاصة ، والعناية بالبيئة عامة هو عمل من صميم اختصاص
المسؤولين والأجهزة الإدارية فقط. بل هي أيضا مسؤولية كل مواطن ، فبدون تضافر
الجهود جميعها ، يستعصى إيجاد حل ناجع لهذه المعضلة ، مهما كانت الجهود الرسمية في
هذا المجال ، ذلك أن اليد الواحدة لا تصفق.
فالحذر ، الحذر من
تلويث الماء ، وليكن شعارنا جميعا : لا ، لا لتبذير المياه