.pagenavi{clear:both;margin:10px auto;text-align:center}.pagenavi span,.pagenavi a{padding:10px;margin-right:5px;padding-top:5px;padding-bottom:5px;background:#FFFFFF;-webkit-border-radius: 5px;-moz-border-radius: 5px;border-radius: 5px;}.pagenavi a:hover,.pagenavi .current{background:#ff8400;color:#fff;text-decoration:none}.pagenavi .pages,.pagenavi .current{font-weight:bold}.pagenavi .pages{border:none}
>>
تحميل ...
تظليـل الكود

sun

السبت، 16 أبريل 2016

تحضير درس معاناة شاب * لطه حسين * النصوص القرائية للسنة الأولى من التعليم الثانوي الإعدادي.




 تحضير درس معاناة شاب * لطه حسين *
النصوص القرائية للسنة الأولى من التعليم الثانوي الإعدادي.
عنوان النص:  معاناة شاب.
مصدر النص : الكتاب المدرسي المقرر * المفيد في اللغة العربية –
                 كتاب التلميذ * ص.ص: 162...165
-------------------------------------------------------------------------------------  أولا: وصف النص:
 1* الصور المرفقة.
   نص قصير لا يتجاوز صفحة واحدة تتخلله صورة فتى يستند بذراعه على الفراش ويغطي بالأخرى وجهه ( الصورة بعيدة عن زمن النص، الشاب يرتدي قميصا أبيض وسروالا رياضيا قصيرا تبدو قدميه متسختين ) وفي نهاية النص ذيل بصورة أخرى لنفس الشاب الممدد على الفراش وقد وقف رجل وامرأة أمامه ينظران إليه ،يبدو الشاب مبتسما وقد اعتمر قبعة سوداء ،كما تظهر قدماه المتسختان بوضوح في الصورة .
الصورة مقحمة على النص لا تمثل ما جاء فيه ولا تقرب إلى مضمون النص.
 2* فقرات النص:
النص مقسم إلى خمس فقرات مرقمة، تختلف من حيث الطول والقصر.
 3* مقارنة النص من الكتاب المدرسي ،بالنص الأصلي من كتاب الأيام لطه حسين في جزئه الأول:
النص من الكتاب المدرسي أمامك في الكتاب ( كتاب التلميذ)
النص من الكتاب الأصلي : كتاب الأيام لطه حسين /الجزء الأول/
ـ وكان لها ابن في الثامنة عشرة رائع الطلعة ذكي القلب ، وكان أنجب  الأسرة ، وكان قد ظفر بشهادة البكالوريا وانتسب إلى مدرسة الطب ، وأخذ ينتظر آخر الصيف ليذهب إلى القاهر ، وعندما انتشر وباء الكوليرا أخذ يساعد طبيب المدينة ليتمرن على صنعته .
ـ أقبل الشاب كعادته ، ولا طف أمه وداعبها وهدّأ من روعها ، وقال : لم تصب المدينة اليوم إلا بأكثر من عشرين إصابة ، وأخذت وطأة  الوباء تخف لكنه شكا من الغثيان  وحدث أبيه كعادته ، ثم ذهب إلى شاطيء الإبراهيمية مع أصدقائه ، فلما عاد أول الليل قضى قضى ساعة في العبث مع إخوته ، وجعلهم يأكلون الثوم لأنه يقي من وباء الكوليرا
كانت الدار هادئة ، ولكن صيحة غريبة ملأت الدار فهب لها القوم جميعًا ، فأما الشيخ وزوجته فكانا في الدهليز المنبسط يدعوان ابنهما باسمه وأما الشبان فوثبوا مسرعين إلى حيث صوت أخيهم ، وأما الصبيان فكانوا يجلسون يحكون أعينهم بأيديهم ليتبينوا مصدر الصوت ، وكان مصدر الصوت هذا الفتى وهو يقيء وقد قضى ساعة أو ساعتين يمضي إلى الخلاء على أطراف أصابعه حتى لا يوقظ أحداً ، حتى بلغت علته أقصاها ، فسمع أبواه الحشرجة ففزعا لها .
أصيب الشاب ووجد الوباء طريقه إلى الدار ، وعرفت الأم بأي أبنائها تنزل النازلة ، أما الشيخ فكان هذه المرة خليقًا بالإعجاب حقًا ، كان هادئًا رزينا مروعًا  ، فكان جلدًا  مستعد لاحتمال النازلة  ، آوى ابنه إلى حجرته وأمر بالفصل بينه وبين إخوته ودعا اثنين من جيرانه ، فأحضرا الطبيب ، والأم ترفع وجهها للسماء وفني في الدعاء لابنها ، فإذا سمعت حشرجة القيء أسندته لصدرها .
ـ ولم تستطع أن تحول بين المريض وإخوته فأحاطوا به واجمين  ، وهو يداعب أمه ، ويعبث مع صغار إخوته ، حتى جاء الطبيب ، فوصف ما وصف ، ووعد بأن يعود في الصباح ، والشيخ قريبا من الحجرة لا يجيب  أحدا ، ولا يصلي ولا يدعو .
أقبل الصبح بعد لأي  ، واخذ الفتى يشكو ألماً في ساقيه ، فيدلكها إخوته ، وهو يصيح مرة ويسكت أخرى والقيء يجهده فيخلع قلب أبويه ، وقضت الأسرة صباحا واجما  فيه شيء من مفزع مروع ، وازدحم الناس خارج البيت يواسون الشيخ والطبيب يتردد على الفتى ، وكان الفتى قد طلب أن يبرق  إلى أخيه الأزهري بالقاهرة ، وعمه في أعلى الإقليم ، وكان ينظر في الساعة كأنه يتعجلهما ، وكان يشفق أن يموت دون أن يراهما .

ـ انصرف الطبيب ، وقد أسر إلى رجلين من أقرب أصدقاء الشيخ بأن الفتى يُحْتَضَر ، وكان الفتي يقف ثم يلقي بنفسه ، ثم يطلب الساعة ، ثم يعالج القيء ، وأمه واجمة والرجلان يواسيانه ، فيجيبهما لست خيراً من النبي ، ويدعو والده ليواسيه ، فلا يجيبه الشيخ ، وصبينا منزوٍ في ناحية من الحجرة دَهِش ، أخذ الفتى يئن أنينا يخفت من حين إلى حين ، وإن صبينا لينسى كل شيء قبل أن ينسى هذه الأنة الأخيرة التي أرسلها الفتي نحيلة ضئيلة ثم سكت ، واضطرب الفتى قليلا ومرت في جسمه رعدة تبعها سكون الموت ، واقبل إليه الرجلان فهيآه وعصباه وألقيا على وجهه لثاما ، وخرجا إلى الشيخ ، ثم تذكرا صاحبنا وهو منزوٍ في ناحية من نواحي الحجرة فعاد أحدهما إليه وجذبه ، ووضعه كما يوضع الشيء .
ـ نهضت أم الفتى وأسندها الرجلان فتمالكت نفسها وانبعثت من صدرها شكاة  لايذكرها الصبي إلا انخلع لها قلبه .
ـ وما هي إلا ساعة أو بعض ساعة حتى هُيء الفتى للدفن ، وما كادوا يبلغون به باب الدار حتى اٌقبل ذلك العم الذي كان الفتى يتمهل الموت ليراه .


ـ من ذلك اليوم تعود الشيخ ألا يجلس إلى غذائه ولا إلى عشائه حتى يذكر ابنه ويبكيه ، وامرأته تعينه على البكاء ، والأبناء يحاولون تعزيتهما فلا يستطيعون فيجهشون جميعًا في البكاء .

ـ ومنذ ذلك اليوم تغيرت نفس الصبي وعرف الله وتقرب إليه بالصدقة ، وبالصلاة ، وبتلاوة القرآن ، ولم يدفعه إلى ذلك إلا معرفته بأن أخاه كان يقصر في واجباته الدينية ، فهو مدين بالصوم والصلاة ثلاثة أعوام ، لأنه سمع أن الصلاة والصيام مفروضة على الإنسان من سن الخامسة عشرة وأخوه مات في الثامنة عشرة ، فقرر أن يصلي الخمس في كل يوم مرتين ويصوم من السنة شهرين مرة لأخية ومرة لنفسه ليحط عن أخيه بعض السيئات ، وليجعل ذلك عهدا بينه وبين الله ، وليطعمن فقيرًا أو مسكينًا مما تصل إليه يده من طعام قبل أن يأخذ منها ، وقد سار على ذلك العهد عدة أشهر ، ولم يغير ذلك إلا حين ذهب إلى الأزهر .
ـ عرف الصبي أرق الليل فكان يفكر في أخيه ليلاً ، ويقرأ سورة الإخلاص آلاف المرات ، ويهب ذلك لأخيه ، ثم أخذ ينظم الشعر ليذكر فيه حزنه وألمه لفقد أخيه ، وكان يرى أحلاما مروعة ، وأخذت علة أخيه تتمثل إليه كل ليلة ، وأصبح فتى ورجلا ، ولا  يزال يتذكر أخاه ويراه في منامه كل أسبوع .
ـ وقد تعزى   عن هذا الفتى إخوته وأخواته ، ولم يذكره أبوه إلا لمامًا، ولكن اثنين سيظلا يذكرانه أبدًا أول الليل هما : أمه وهذا الصبي . ( الكاتب: طه حسين،ولد طه حسين يوم الجمعة 15 نوفمبر 1889، سابع أولاد أبيه حسين ، في قرية الكيلو قريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد الأوسط المصري وما مر على عيني الطفل أربعة من الأعوام حتى أصيبتا بالرمد ما أطفا النور فيهما إلى الأبد. 
مرجع النص ومصدره: الأيام لطه حسين الجزء الأول)
 ثانيا :تأطير النص:
أ** نمط النص: سردي
ب** جنس النص: سيرة ذاتية
ج ** خصائص النص:
1/ الأسلوب: استعمال الكاتب الأفعال الماضية، واعتماد الأسلوب الإخباري السردي الوصفي)
2/ سرد الأحداث : الأحداث تنمو وتتأزم إلى آخر النص
3/ الأمكنة والأزمنة في النص: تتعدد الأمكنة والأزمنة في النص حسب مجريات الأحداث ونمو الحكي.
4/ نمو السرد والحبكة وترابط الأجزاء التي تؤلف الكل في تلاحم وتسلسل.
أ**- تنمو الأحداث في النص وتسير نحو التأزم
ب**- تسلسل الأحداث: تتسلسل الأحداث منذ بداية النص ( زمن الأحداث) من البداية مرورا بوسط النص إلى نهايته ،( نمو درامي متكامل).
ج**-الأمكنة والأزمنة: تتوزع الأمكنة حسب الزمن
-      المدينة : مكان محكي عنه ومخبر عنه للدلالة على انتشار الوباء في تاريخ معين في مصر.
-      البيت : آخر اليوم=أول الليل –الليل- انتصاف الليل- الصبح
-      الدهليز +داخل الدار+خارج الدار+ الحجرة+ السرير +الفراش.
-      من بداية الليل إلى الصبح.
-      د **-الشخوص: الوالدان+الفتى الشاب+الإخوة+الناس+النساء+الطبيب+ الرجلان.
-      هـ**- الواصف السارد: الكاتب يتخذ موقفا محايدا من  أول النص إلى آخره (الكتاب المدرسي) وفاعل ومتأثر في النص الأصلي(عرف الصبي أرق الليل فكان يفكر في أخيه ليلاً ، ويقرأ سورة الإخلاص آلاف المرات ، ويهب ذلك لأخيه ، ثم أخذ ينظم الشعر ليذكر فيه حزنه وألمه لفقد أخيه.


------------------------------------------------------------------------------ د** الغرض من النص: تبيين معاناة شاب أمام وباء الكوليرا وصراعه مع الموت وأثر ذلك على أفراد عائلته والجيران.
هـ** الفكرة العامة : وصف حالة الشاب وهو يصارع الموت جراء إصابته بوباء الكوليرا وأثر ذلك على الأسرة والجيران.
و** النوع الأدبي للنص: مأساة ( دراما)
ز** الجنس الأدبي : سيرة ذاتية( ارجع إلى التعرف على مفهوم السيرة الذاتية وتعريفها في ثنايا هذه المدونة). أو أنظر آخرهذا الدرس.
ثالثا مناقشة النص وتحليله:
مدخل النص:
بداية السرد: رجوع الشاب من المدينة، وتصرفاته العادية مع أفراد عائلته.
وسط السرد وبداية الحدث الرئيسي: انتصاف الليل وبداية صراع الشاب مع الألم.
التنامي الدرامي: اشتداد الحالة على الشاب  واحتضاره.
نهاية السرد:  موت الشاب بسبب وباء الكوليرا.

------------------------------------------------------------------------------
خطاطة الأحداث والنمو الدرامي في النص

الصبح.........................................................3...........................

منتصف الليل......................2.....................................................

المساء.............1....................................................................4
أو بداية الليل

  1عودة الشاب من           2بداية الصراع مع   3اشتداد وطأة         4الموت
المدينة وتصرفاته العادية            المرض               المرض
مع أفراد عائلته.

الحبكة والأسلوب:


الحبكة هي ترابط الأجزاء التي تؤلف كلا متلاحما ، والأسلوب هو السياق اللغوي الذي كُتب به النص من كل مكونات اللغة ( أفعال، وأسماء ، وحروف). والكاتب تمكن من هذه الأدوات وأحسن نثرها في النص ، فبث لنا بها خطابا جميلا ونثر بين أعيننا دررا من الجمال السردي الأخاذ ببساطة ويسر دون تكلف ولا مغالاة في الوصف ولا في السرد ،وبذلك كان النص سهلا مفهوما ، نقل إلينا الأحاسيس التي استشعرتها شخصيات النص
كما نقل إلينا المشاهد واللقطات في تصوير ذهني متسلسل متزامن مع الأحداث وحركة الشخوص في النص..
هوامش:
السيرة الذاتية:
أدب السيرة الذاتية : autobiography من فنون الأدب التوثيقي وهو سيرة شخصية بضمير المتكلم أو ضمير الغائب، يرويها صاحبها بنفسه مثل الأيام لطه حسين، وقد يلعب فيها الخيال دورا مثل اعترافات جان جاك روسو، وقد تنصب على التجربة الروحية والتحليل النفسي الاستبطاني مثل اعترافات القديس أوغسطين، وقد تكون صادمة مثل يوميات أندريه و (مذكرات لص) لجان جينيه..
وفي الأدب العربي أمثلة كثيرة على هذا النوع من الكتابة ...

النمو الدرامي:
 المقصود به هنا تصاعد الأحداث ورقيها إلى قمة التشويق، والسير بها في خط متصاعد نحو الإثارة حتى الوصول إلى النهاية .
الحبكة:
 الحَبْكة الدِّراميَّة : ( آداب ) التَّناسق البنائيّ لأجزاء العمل الدراميّ بحيث تبدو أحداثُه مترابطة ومحبوكة 
حَبْكة 
القصَّة : ( آداب ) ترابط بنائيّ بين أجزاء القصَّة الحَبْكة القصصيَّة تجعل القصّة شائقة 
حَبْكَةُ الرِّوايَةِ : سِياقُها العامُّ ، وَتَرابُطُ أَحْداثِها وَتَسَلْسُلُها ، وَفْقَ خُطَّةٍ إلى أَنْ تَصِلَ إلى نِهايَتِها 



السبت، 9 أبريل 2016

ماذا تعرف عن الشيخ محمد المكي الناصري؟




ماذا تعرف عن الشيخ محمد المكي الناصري؟
ولد الشيخ محمد المكي الناصري بالرباط سنة 1906
وهو من رجال الحركة الوطنية المغربية .
كان سفيرا للمملكة المغربية بليبيا ووزيرا سابقا لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ورئيسا للمجلس العلمي بولاية الرباط وسلا .
تلقى تعليمه الأول في بيت ذي دين وفقه، وتخرج على يد كبار شيوخ العلم ، وفي المرحلة الجامعية اهتدى بهدي كبار علماء المغرب ، كالحافظ أبو شعيب الدكالي.
والشيخ محمد بن المدني الحسني.
والحاج محمد الناصري.
والشيخ محمد السائح
من المغرب ،كما تلقى العلم من أساتذة من المشرق العربي منهم:
الأستاذ :مصطفى عبد الرزاق. وعبد الحميد العبادي وعبد الوهاب عزام . وكذا المستشرقان:
نللينو وجويدي من إيطاليا وليتمان وبرجستراسر والفيلسوف أندري لالاند من ألمانيا
وبذلك يكون الشيخ المكي الناصري قد متح من معين الثقافة العالمية في وقته ،منوعا مشاربها ومصادرها ، الشيء الذي أهله لأن يكون واحدا من الشيوخ والأساتذة الأكثر ثقافة في الوطن العربي.
وقد ناضل الشيخ المكي الناصري في شبابه الأول  الاستعمار الفرنسي ، بتأسيس الرابطة المغربية  السابقة لكتلة العمل الوطني ، والتي تعتبر أول هيئة سرية لمقاومة الاحتلال الفرنسي. وكان عمره آنذاك لا يتجاوز السنة الخامسة عشرة ، وفي نفس المرحلة العمرية  ألف أول كتاب له تحت عنوان*إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة* سنة 1922
وكان رسالة ضد الخرافات والبدع المنسوبة للدين مدشنا به نشاطه السلفي. وكانت تلك هي البداية لينطلق بنشاطه عضوا مؤسسا وعاملا في " جمعية أنصار الحقيقة" سنة 1925. وقد ظل متنقلا بين البلدان الأوروبية مدافعا عن استقلال المغرب مطالبا المحتل بالرحيل إلى سنة 1934 حيث قفل راجعا إلى المغرب.
و لما قدم شكوى المغرب بفرنسا إلى الأمم المتحدة بإمضائه وإمضاء بقية زملائه سنة 1952 عاقبته الإدارة الدولية بمنعه من العودة والدخول إلى طنجة وبذلك أقفلت في وجهه جميع المناطق المغربية، وبقي منفيا في الخارج أكثر من أربع سنوات إلى أن عاد محمد الخامس من المنفى.
مسيرته العلمية
عرفت سنوات العشرينات القرن العشرين نشاطا فكريا تجلى في قيام منازعات فكرية كبيرة، من أبرزها الضجة التي أثارها كتيب للمكي الناصري عنوانه إظهار الحقيقة في علاج الخليقة الذي أصدره سنة 1925، والذي احتوى على هجوم عنيف على الطرقية وأربابها سرعان ما أثار رد فعل عنيف تمثل في صدور كتابين مضادين ” غاية الانتصار على نهاية الانكسارلمحمد الشرقاوي و ” تحفة المنصفين وتذكرة المخالفينللغربي. وهذا السجال كان بداية مواجهة سياسية بين من معسكر المحافظين وأنصار الحقيقة.
وبعد الاستقلال شغل المكي الناصري أستاذا بالجامعة المغربية سنة 1960 و بدار الحديث الحسنية 21 نوفمبر 1964. عضوا بأكاديمية المملكة المغربية -1981. انتخبه علماء المغرب بالإجماع أمينا عاما لرابطتهم في مؤتمرهم الاستثنائي المنعقد بطنجة يوم 28 أكتوبر 1989 خلفا لأمينها العام الأستاذ الراحل عبد الله كنون. وقد وسمه الملك بوسام العرش تقديرا لعمله بليبيا وبعمالة أغادير كما وسمه بوسام الكفاءة الفكرية من الدرجة الممتازة تقديرا لجهوده العلمية والثقافية.
للشيخ مؤلفات عديدة قبل الاستقلال  منها كتابه إظهار الحقيقة الذي أثار جدلا واسعا بين الأوساط الثقافية زمنها
حرب صليبية في مراكش طبع بالقدس سنة 1931
فرنسا وسياستها البربرية في المغرب الأقصى  طبع بالقاهرة سنة1932
"الأحباس الإسلامية في المملكة المغربية" دراسة دقيقة وافية للأوقاف في المغرب مع مقارنتها بالأوقاف في بقية العالم الإسلامي -طبع بتطوان سنة 1935.
  • كما و أن  له برنامج إذاعي  يبث كل صباح في الساعات الأولى بعد قراءة القرآن . في التفسير الميسر للقرآن الكريم . وكان هذا البرنامج ولا يزال إلى اليوم يبث على قنوات الإذاعة الوطنية ، ليستفيد منه الطلبة والدارسون وكذا عموم الناس بصوت متفرد ومتميز

توفي رحمه الله سنة 1994
المرجع : ويكيبيديا بتصرف
لا تكن ناكرا للجميل سجل إعجابك بالصفحة لدعم العاملين عليها وتشجيعهم ..شكرا على التفهم

الجمعة، 8 أبريل 2016

اخترت لك من القراءات لهذه العطلة



لتتمعن دقة الوصف وحلاوة القراءة ، وتتمتع بجمال السرد والوصف في الأدب العربي.
تعرف على الكاتب ، لأن أي كاتب تقرأ له، يصبح  صديقك لا محالة .




حسن حميد
كاتب قصة ورواية من فلسطين، يعيش في سورية.
عضو اتحاد الكتاب العرب ـ سورية.
رئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب في سورية.
إجازة في الآداب ـ قسم الفلسفة وعلم الاجتماع 1980.
دبلوم تربية عامة 1981
دبلوم دراسات عليا في التربية 1982
ترجمت بعض قصصه ورواياته إلى اللغات الإنكليزية، والفرنسية، والألمانية، والفارسية، والصينية، والأرمنية.

الأعمال الأدبية المطبوعة
اثنا عشر برجاً لبرج البراجنة ـ قصص
زعفران والمداسات المعتمة ـ قصص
ممارسات زيد الغاثي المحروم ـ قصص
طار الحمام ـ قصص
دويّ الموتى ـ قصص
السَّواد ـ رواية
هناك.. قرب شجر الصفصاف ـ قصص
مطر وأحزان وفراش ملوّن ـ قصص
أحزان شاغال السَّاخنة ـ قصص
قرنفل أحمر.. لأجلها ـ قصص
حمّى الكلام ـ قصص
جسر بنات يعقوب ـ رواية
تعالي نطيّر أوراق الخريف ـ رواية
ألف ليلة وليلة ـ دراسة
البقع الأرجوانية ـ دراسة
المصطلحات ـ المرجعيات ـ دراسة الأدب العبري
كائنات الوحشة ـ قصص
الوناس عطية ـ رواية
أنين القصب ـ رواية


ــ1ــ

الآن،
بات أقدم سجين في هذا القاووش الحجري الرطب المعتم، الذي حفظ هيئته، وثقوبه، وعروق حيطانه، وظلمته، وحشراته، وطعامه، ومواعيد مرور الشمس عليه، كما حفظ وجوه ساكنيه، وقصصهم أيضاً!!
لقد آمن ساكنو القاووش بأنه سيعدم هذه الليلة أو الليلة القادمة، لذلك باتوا لا ينامون إلا بعد أن يساهروه إلى آخر الليل مودعين، مشجعين، أما الأسباب فلا يعرفها أحد منهم، كلُّ ما عرفوه أنه سيعدم بسبب الكلام المُرّ الذي أغضب الآخرين، ولم يسألوه ماذا قال، وهو لم يضف شيئاً على قوله:
ــ »لساني قادني إلى هنا«!!
كان، ومنذ عشرين سنة، ينتظر اللحظة التي سينسلّ من بينهم بغتةً إلى موعده المضروب، وقد ابيضَّ شعره، وانبرى جسده ورقّ، وذوى عوده، وتضاءلت رؤيته، وازادت رعشة يديه وشفتيه. الآن، بات يعطف على الجميع، ينصح هذا، ويواسي ذاك، مصبراً مشفقاً. يقوم بكل أعمال القاووش، ينظف البطانيات والحصر، ويكنس الأرضية، ويجمع الأوساخ، ويفرغ الدلاء من قاذوراتها النتنة، ويغسل الثياب، والقصعات، والأواني؛ كان لا يهدأ على حال، ولا يعرف طعم النوم أو الراحة طوال وقت النهار؛ وفي الليل، وحينما تكثر المنغصات، وتبدأ حفلات التعذيب، يذهب طيّ العتمة يُعذب طواعية، بدلاً من أي منهم، فهو ميت! إن اكتشفوه ضربوه وأعادوه، وإن لم يكتشفوه سألوه وضربوه ثم أعادوه أيضاً!! كان يعطي ثلاثة أرباع طعامه لرفاقه، يقول لهم:
ــ »خذوا، فأكلي خسارة،
لن أبقي لهم سوى عظامي.. وأنفاسي فقط«.
كان منظره، وهو عائد من حفلات التعذيب، مرعباً، وموحشاً وقد لفَّ جسده الدم، وعلاه الورم، فلا يتألم أو يئن لاعتقاده بأن ما ينتظره أصعب وأشرس، لذلك فهو يوفر كل هذا لذلك الوقت، وفي لحظة ضعف بادية يستجيب لعطف أصحابه ومواساتهم لكي تشفى جروحه سريعاً ليقوم بأعمال القاووش صباحاً. كان يبدو كمن يودّ أن يموت قبل أن يعدموه فعلاً، ومع ذلك، كان أكثر ما يزعجه، وينغص عليه هدأته، ساعات الفجر، حيث يتعالى، في الخارج، وقع الأقدام الراكضة، والأصوات الزاعقة، وصليل المفاتيح، وإغلاق الأبواب بحدّة، وفتحها بضجيج عالٍ، كان يحسُّ بأنهم أتوا ليأخذوه في الموعد المنتظر، لكن وما أن تنهض الشمس حتى يخفت ضجيج قلبه الهلوع ليباشر حياة يوم قادم، وبدل أن يغفو أو يستكين ينشط في إيقاظ أصحابه بحماسة بادية، لكأنه يخبرهم بأنه نجا مرة أخرى، وأن حياته حقنت بأمل جديد.
وعند الظهيرة يكون التعب قد هدّه تماماً، وأخذ أصحابه في غفوة لابدّ منها، فينكمش في زاويته يراقبهم واحداً واحداً، وقد غفوا، فيحسّ بدموعه تسحُّ على خديه حارة موجعة، لأنه سيفارقهم عما قريب، وقد ألفهم حتى باتوا أهله، بعدما رحل والداه حزناً وقهراً عليه، وقد أدركا بأنهما افتقداه للأبد!!

ــ2ــ

الآن، في هدأته،
يلتهمه طيف وجه هنومة الأسمر الناحل، وهمسها الطروب، ينهض وجهها دافئاً طرياً كالصباح، فتبدو ابتسامتها البيضاء نافذة لرضا الروح، وتترامش عيناها النديتان صبيباً من العسل المذاب، ويغصُّ. يشعر بأن الحياة جديرة أن تعاش مرة أخرى من أجلها، بل من أجل أن يمشي على الدرب الموصل إليها فقط!!. ويتساءل: من يدري، هل ظلت على وعدها أم أنها طارت كالعصافير الجميلة الجفول؟! يتذكر أيام كان يواقفها قرب مدخل الدرج الوسيع تحت بيتهم تماماً، في العتمة الكاشفة، يسمع دقَّ قلبها، وتلاهثَ أنفاسها الحرّى وهي تتخافت وتعلو باضطراب شديد، ويرى جمال ضحكتها المكتومة، ويستعيد الهمهمات التي كانت تحكي أكثر من الكلام (آه، كم كره الكلام)، ويحسُّ ببرودة أصابعها البليلة بالرجفان وذوب كفّها الصغيرة طي كفّه في لحظة أغنى من الوقت وأحلى من فضة السكر.
تبدو خلالها ألوفةً مثل قُبرة، ونافرةً كنحل شرود، ينظر إليها كالمشدوه، يودّ لو يلمّس على شعرها الطويل الأسود، ولو يأخذها إلى صدره فيطفئ حبيبات العرق الصغيرة اللامعة فوق شفتها الوردية العليا، يدنو منها أكثر، لكنها تطيّر إلفتها في لحظة واحدة، فتفرغ مثل طيور الحمام، وتغمغم بالوداع واجفةً، تُفلت كفها من كفه، تناوله حفنةً من ورق دالية الدار، وتمضي، وقد بدا طولها زينة يموج كهودج من ريش النعام، ينتبه على عجل كمن يستفيق من حلم فيجمجم منادياً، يرجوها أن تتريث قليلاً، أن تبقى.. لكنها لا تلتفت أو تستدير، تترك له رنين خطوها، ولذع كفها الدافئة، ومشهد الإياب النحيل!! لحظتئذٍ تصيرُ أحلى وهي تبتعد وتنأى كلما تخافت خفقُ نعليها وانطفأ فوق درج الرخام!!
يتذكر كيف واعدها بأن يملأ الدار بصخب الأولاد وضجيجهم، وكيف واعدته هي بالدفء والرضا والأمان، لكن الأيام كرّت بقسوة فأخذت منه هنومة وعالم الأحلام؛ هنومة التي يسكره شميمها كالوليد، وتبعثره طلّتها كرفٍّ من طيور القطا القبول.
هي وحدها، الآن، التي تشده إلى خارج هذا المكان الذي ألفه، ولأجلها وحدها.. يتمنى لو أن القدر يساعده.. لكي يراها ولو مرةً واحدة، وبعدها لا شيء!! ويزمّ شفتيه، ويدعك وجهه بيباس أصابعه، يتلمس الجروح التي شقّها في وجهه بعدما علم برحيل والديه، ويهزُّ رأسه، وتتلامع عيناه بطيف من الدمع الحنون، يعود ليفرش بصره على وجوه رفاقه، وقد استسلموا لخدر النوم اللذيذ، يرى نباتات النعناع والحبق الهاجعة قرب الباب التي اشتراها من سجّانه بالكثير من المال؛ تلك النباتات التي رافقته منذ عشرين سنة، والتي كان يستبدلها بغيرها كلما خرّبها سجّانه، من أجل أن يحصلوا منه على المال مرات ومرات؛ لقد عرفوا سرَّ جنونه بالحبق والنعناع، فابتزوه! تلك النباتات التي كان سيفرش بها مدخل الدار وعتبات الشبابيك، يتذكر الآن كم كان يغيظ هنومة عندما يحدثها عن الحبق والنعناع، عن الطراوة والرائحة، والنعومة والجمال، فتحسُّ هي بالغيرة.. وتتمتم:
ــ »سترى.. لا حبق ولا نعناع،
لن يأخذك أحد مني«!!
ويخنقه الدمع، فيهزُّ رأسه كمن يساقط الذكريات التي يودّ لو تلتهمه في هذه الوحدة الرائقة؛ لكن ضجةً معتادة تقتحم باب القاووش، تطوي الذكريات وتبعدها!!

ــ3ــ

الآن، ولأول مرة، ومنذ عشرين سنة، يرى حراس القاووش وهم يدخلون المكان مبتسمين على غير عادتهم، يبدون، في لحظة واحدة، كأنهم خلق جدد تماماً، خلق لا يعرفون النهر والقسوة، أو الضرب والسباب. وجوههم ملأى بالود والحبور، ناعمة ضاحكة، وأيديهم رخية طرية، وعيونهم راعشة بالفرح، كأنهم استردوا ريق الحياة في هذه اللحظة بالضبط!!
ــ »فماذا حدث«؟!
إنهم يهمهمون بكلام متداخل، وبصخب عالٍ:
ـفيضجّ القاووش بكل من فيه، يختلط السجّان بالسجناء، لا تمييز بينهم، ولا فرق؛ وحال من العناق الحميم تجمعهم. نفر من السجَّان يعانقون رفاقه، منهم من يعانقونه هو أيضاً، لعلهم أخطأوا!! ورفاقه يعانقونه بمودة خاصة، لعلهم أخطأوا أيضاً، أجل لقد طيّر الفرح صوابهم، سيعذرهم حتى ولو قبّلوا حيطان القاووش الوسخة، أو حواف الدلاء القذرة، فهم سيخرجون!! سيخرجون إلى أمهاتهم، وزوجاتهم، وأولادهم، وحبيباتهم.. سيرون الدنيا مرة أخرى!! ويعيشونها في تجربة أخرى!! تأخذه الحال أيضاً، فيعانقهم واحداً واحداً، فهو سيفتقدهم كثيراً، فبعد خروجهم لمن سيكنس الأرضية، ولمن سيغسل الأواني، ولمن سيعدّ الطعام؟! لاشك، أن عقله سيطقُّ إن لم يعدموه وقد غدا وحيداً. يواري دمعه الحزين، ويودعهم بأسى شديد؛ يودّ لو أن خروجهم يتأخر ليلة واحدة فقط لأن سجّانه سيأخذونه فجراً للإعدام، سيكون مشهد الاقتياد صعباً، وبشعاً، وحزيناً، وهو في وحدته الشاسعة، سيقول لهم إن خروجهم خدعةٌ، غايتها أن يأخذوه مبلولاً بوحدته وعزلته الفاقعة؛ سيرجوهم أن يبقوا ليلة واحدة؛ بل ساعات فقط.. كي لا يبقى بلا سندٍ، أحسّ أن لحظات سجنه بدأت الآن فعلاً! فهمَّ أن يقول لهم شيئاً، أن يتقرب منهم، لكنهم ينهالون عليه تقبيلاً وضمّاً، وهم يتمتمون:
ـ »وأنت، يا عم عباس، ستخرج أيضاً«!!
ويسمعهم يحمدون الله، ويباركون لأنفسهم، ينتبه للحديث، يأخذه سحر الكلام؛ لأول مرة، ومنذ عشرين سنة، يحسُّ بأن الكلام يعنيه، ترتعش شفتاه، ويتراجف وجهه كلّه، تلفّه الكلمات:
ـ »ستخرج، ستخرج«!!
يعي الكلمات المتكررة؛ يحس بحرارتها، إنهم يقصدونه هو تماماً، تدور به الأرض، تهتز تحت قدميه، تضجّ حيطان القاووش وتتداخل، تدور هي أيضاً، لا.. النوافذ العليا الصغيرة الضيقة هي التي تدور؛ كلّ شيء يدور حوله، حتى أطرافه تدور أيضاً؛ ويبهت الرجل، تتوقف عيناه عن الحركة، يغيب عن الوعي، يخرّ جسده على الأرض هامداً لا حركة فيه، يسنده الرفاق ويتحلقون حوله، يرشون وجهه، وصدره، ويديه بالماء لكي ينهض أو يستفيق، تتداخل أصواتهم وتعرّش فوقه، ويعلو ضجيجهم، وتشحب وجوههم وهم يلهجون بالرجاء ألا يفسد العم عباس فرحتهم، ألا ينهي المشهد بهذا الموت الفجائي، أن يتحرك، أن يقول كلمة تريح أعصابهم، لحظات قاسية مرة تلفّهم بالخوف والذبول، يرعبهم المشهد، وتأخذهم الظنون؛ يتمنون ألا ينهوا تجربتهم في السجن بموت الرجل الذي أحبوه؛ الرجل الذي لن ينسوه أبداً.. يداورونه، ويحاورونه، ويلمّسون عليه بإشفاق شديد، تمتدّ بهم الحيرة وتستطيل، ولكن فجأة، يزايلهم القلق، فيتنفسون بعمق حين يفتح العم عباس عينيه، يراهم متحلقين حوله في جمعة واحدة، والهلع حشو وجوههم ونظراتهم، يبتسم وهو يسألهم باقتضاب:
ـ »سنخرج.. جميعاً«!
فيهزون رؤوسهم بالإيجاب، ويتصارخون مكررين:
ـ »سنخرج جميعاً«!
ساعة أو أقل، وينشغل الجميع بالخروج، يبدون في حالات غريبة متعددة، منهم من يرقص ويغني، ومنهم من يتأمل ساهماً، ومنهم من يثرثر بأي كلام، أو يتلهى بأي شيء..
وعند هبوط الليل، يطلقهم القاووش واحداً واحداً مثل طيور طال عليها وقت الشتاء، يخرجون كالفارين من النار أو الحرب، يركضون لاهثين، كأنهم يطردون بعضهم بعضاً، لا يلوون على شيء، فلا تُلفت انتباههم الحدائق والسيارات، ولا نوافير الماء، وحركة الناس، ولا مخاصرات العشاق في الظلمة الخافتة.. ينفرون إلى بيوتهم مرة واحدة.
كان العم عباس آخر الخارجين، بعدما حاول إقناع مأمور السجن، أن يبقى حارساً، أو مستخدماً، أو أي شيء، فلا أحد له في الخارج، لا أب ولا أم، لا أخ ولا خال.!! فلماذا يخرج، ومن أجل من؟! ويرفض مأمور السجن بقسوة ناهرة، ويحار بأمره، لكن إلحاح العم عباس عليه؛ يدفعه إلى أن يبقيه قليلاً، فيأمره بالجلوس، وينشغل عنه بآخرين. لحظات، وعلى حين غرة، يهبّ العم عباس واقفاً، يقول للمأمور:
ـ »لا، سأخرج«!!
وعندما يسأله المأمور:
ـ »لماذا..«؟!
يقول له بصراحة:
ـ »لكي أرى هنومة«!!
ويمضي في هدأة الليل شبحاً أو يكاد، يجرُّ خطا واهنة عاثرة، لم تألف المشي الطويل منذ زمن بعيد، يمشي فيتعب، يستريح قليلاً ويمشي قليلاً، وطيف هنومة يتقافز أمامه مثل الحلم، يمشي فلا يدري إلى أين تقوده الطرقات، فالمدينة تغيّرت كثيراً، وما عاد يعرف اتجاهاتها. يتمنى لو أنه يستطيع قراءة اللافتات وأسماء الشوارع، لكن نظره يخونه هذه المرة، يطلقه إلى البعيد حيناً وإلى القريب حيناً آخر فلا يعود بشيء سوى الضباب والغبش، وأخيراً، يطوي شهوة المشي، وينام في حديقة أسره عشبها الندي حتى الصباح.
وفي الصباح، رأى الشمس، والضوء، والنباتات، والأشجار، والأبنية، والنساء، والسيارات، فأحسَّ بنشوة الحياة، ومضى في بحثه عن هنومة، أيقن، وقد رأى نفسه على واجهة أحد المحلات، بأنه مخلوق من عالم آخر، لا يشبه الناس في شيء، وأن هنومة لن تعرفه أبداً، لهذا ذهب إلى حمام السوق واستحم فاستعاد بعض نشاطه وحيويته، وهناك أيضاً قصَّ أظفار يديه وقدميه، وشعر رأسه الذي قلَّ كثيراً، وحين اطمأن إلى أنه صار في صورة مقبولة عاود البحث من جديد. تاه وضاع مرات عديدة، وسأل كثيراً إلى أن وصل إلى الحارة، وهناك عرف العبدولي، الرجل العجوز صاحب دكان السعادة الذي عرفه أيضاً، فرمى تحته كرسيه الخشبي، وسقاه شاياً بالنعناع!!
وقبل أن يسأله عن بيتهم، وعن هنومة، وقبل أن يرجوه أن يملأ له كأسه مرة ثانية.. أحاط به ستة رجال، عرفهم فوراً من رائحتهم، فانقاد لأسئلتهم، ونهرهم، وقسوتهم، وأخذوه، على مرأى من أبناء الحارة، والعبدولي؛ العبدولي الذي صرخ بهم:
ـ »لم نره بعد.. لعنة الله عليكم«!!
وهمهم من حوله بعض الناس:
ـ »لعله هارب«!!
وهناك في القاووش عرف أنهم، اكتشفوا الأوراق التي خبأها تحت فراشه، تحت البلاطات الصغيرة، أوراقه التي كتب فيها مشاعره، وأفكاره كلها بوضوح شديد، وبالأسماء الصريحة!! فقد باح بكل شيء، ووصّف كل شيء، ولام أناساً كثيرين، ونعى مصير آخرين.. بعدما ظنّ أنه ميت لا محالة، وقد نسي أن يأخذها معه حين أفرجوا عنه بعدما أعمى قلبه فرح الخروج.. المفاجئ!!


ـ 1 ـ

حين تواعدنا للقاء مساءً،
بعيداً عن عيون الناس وسط عتمة مطبقة في الطرف البعيد من المدينة، قرب زاوية بيتهم الطيني اللائذ بشجيرات الكينا العالية، كنتُ قد أعددتُ نفسي، قبل ساعات، لهذا اللقاء.. فوقفت حائراً، قلقاً، ساهماً، أسمع حفيفَ أوراق الأشجار العاصفة، ونباحَ الكلاب اللجوجة، وزعيقَ السيارات المتدافعةِ وسط المدينة، والنداءاتِ العاليةَ والخافتةَ لحارس مكبّ الرمل القريب.
كنتُ أسمع وشوشات ثيابي كلما تحركتُ، وقد استحالت حواسي كلُّها إلى عين واحدة ترقب ذلك البابَ الخشبيَ الكالحَ اللون.. لينشقَ عنها.
رجفةٌ ملعونة تهزني، فأقبضُ عليها، لأبقى على صحوي.

ـ 2 ـ

بدأتُ أهجسُ، وقد تأخرتُ كثيراً، بأنها نسيتني، نسيت الموعد، أو أنها لأمر أنثوي صرف تشاغلت عني لتعذبني، أو أنها استغرقتْ فعلاً بأمها العجوز التي مرمرتها بمرضها الطويل المزمن.
[كانت تقول لي دائماً، ورعشةُ البكاء تخنقها، إنها ـ وفي لحظات عجزها ـ ترجو دودَ جسدِ أمِها أن يساعدها عليها، ليكفَّ عن فتح الثقوب الجديدة في جسدها المتماوتِ الهش. ترجوه أن يأكل من طعامها، ويدعَ أمَّها كي لا تغدو وحيدةَ في مدينةٍ واسعةٍ ملأى بالغصّاتِ والغرباء].
أحسستُ أنني أطلتُ في وقوفي، وأن الريح الباردة تغلغلت في عروقي، فأدعكُ وجهي براحة يدي، وأضبطُ أنفاسي، وأطردُ ارتباكي وقلقي.. فأنا في موعد لا كمين.
[أتلهى بأغنيةٍ ألوفٍ تتحدث عن الصبايا اللواتي يقطفن التوتَ البريَ بالسلال، واللواتي يغتسلن على الغدران خِلسةً، وحارسُ البساتين الذي يستمع إلى قصص عشاقهن، والذي يرى أطرافاً من أجسادهن الطرية البيضاء خِلسةً أيضاً].
وهي لا تأتي!!
طيفٌ من الحنين يأخذني إليها.
أرسمُ وجهها في العتمة المديدة. أدقق في غمازتي خديها، في لون وجهها المشرَّبِ بالخمرة الدافئة. أعيدُ تفاصيلَ مشهدِ رؤيتي لركبتها المستديرةِ الراجفة، وحرجها الشديد مني حين طار طرفُ ثوبها مع الهواء اللعوب في ذلك المساء الصيفي البعيد.
أمسحُ وجهي بأطراف أصابعي كما مسحتْهُ هي بأطراف أصابعها بكل ذلك الحنو البديع. فأتمتمُ لنفسي بصوتٍ خفيض، ربي من أين لها كلُّ هذا البهاء، وهي معذبة محطمة لا تصل إلى لقمتها إلاَّ بسلم!! فجأة، أكفُّ عن التمتمة. يتناثر طيفها كالهواء، ألغي أنفاسي، وأمحو انتظاري.. حين أرى الضوءَ يشقُّ عتمةَ الباب الواطئ ذي الصوت الحزين، الضوءَ الناحل الذي يقودها إليَّ رويداً رويداً!!
يا إلهي،
إنها تدنو نحوي كهودج الريحان، طويلة، تميلُ يميناً وشمالاً كصفصافةٍ ملآنةٍ بالحنين لنهر جفَّ أو كاد. تدنو ببطء شديد كأنها تمشي على حرير أهدابها، وأنا أرجو الله أن يساعدها على أن ترمي أحزانها خلف خطاها. تدنو كمن يبتعد وينأى، فيخفقُ قلبي ويصفقُ للمرأى الجميل، والقدوم الهامس النشوان. تصل إليَّ، فآخذها إلى صدري وأهمهمُ بالسلام. تهبط فوق (قرامي) الحطب وادعة وجافلة كريش النعام. وأهبطُ قبلها متمنياً لو تفترش قلبي أو باطن كفي فتغفو أو تنام. أراها أنثى من كفوف الورد طرواة وندى. صامتة مثل فزاعةِ الحواكير التي أتعبها السهرُ الطويل. أسألها عن أمِها، وعن شحوب وجهها.. فتساقطُ الكلماتِ حزناً على حزن.. وتبكي، فألملم دموعها بخفيفِ أنفاسي، وأرجوها أن تكفَّ عن هذا الارتعاش الطويل المرّ، وأن تصبر، فالدنيا الجميلة آتية.
ترامقني بعينيها الرامشتين النديتين، فأشدّ على يدها، وتشدُّ على يدي.. وتشهق!!

ـ 3 ـ

[كانت وحيدة أمها العجوز. وكنت كبيرَ إخوتي. عرفتُها وعرفتني.. أنا في عملي، وهي قرب الرصيف في عملها وراء سحاحير الخشب الملأى بأكواز الصبارة. تنادي برهيف الصوت على صبارتها مرغِبةً المارة أن يشتروا كلَّ ما لديها لكي تعود إلى أمِها المتعبة قبل حلول الظلام.
مرة واحدة، تأخرتْ حتى انعتم الليل، ولم تبع كلَّ صبارتها، فعادت إلى البيت خائبة لتجد أمها في وضع مرعب موحش، خارج الباب، وقد سحب نصفها الحيُّ نصفها الآخر المشلول. في ذلك المساء أوقدت أحزانها التي لم تنطفئ للآن، بعدما رأت سيلاً من الدود المخيف قد خرج قسراً من جسدها، وما عاد يعرف طريق عودته.
فأعولت وناحت، واستنجدت بالله، والناس والمشافي، لكن دون جدوى. ظلَّ جسدُ أمها نصفين!! واحد يأكل من الآخر، وواحد يحمل الثاني، واحد معافى، وآخر كالرماد!!
واستسلمت للخاتمة التي ستعلن عن انغلاق باب البيت بعنف شديد حين ترحل أمُّها إلى عالمها الآخر، عالم الخوف، والنسيان، واللاأوبة.

ـ 4 ـ

لا أدري، الآن، لماذا كنتُ أحسُّ أن صوتها كان يرقُّ وينحل كثيراً حتى يبحُّ كلما مررتُ بها، أو كلما تحايلتُ على نقودي لتبقى، فأشتري منها. لا أدري لماذا كنتُ أحسُّ بأن صوتها المتهدج يخصني، وأن بحتها المعذبة هي لي وحدي. كنتُ أشاغلها كثيراً، وأنا أعطيها النقود لتبيعني واحداً من أكوازها الناضجة، وأساومها كثيراً لأسمع صوتها،وأحيرها في الاختيار لأرى أصابعَ يديها الطويلة وهي تنتقي الأكواز أو ترتبها، ولكي أصرفَ نظرها العميق النفاذ عن وجهي، لألمحَ طرفَ أذنها القريب مني من تحت منديلها النيلي، أو لأرى ذلك الخيط الفضي الكابي اللون من نقاط عرقها الدقيقةِ اللامعةِ المنحدرةِ من أعلى جيدها الأبيض إلى داخل ثوبها الشفيف الوردي.
ولا أدري الآن كم من المرات مررتُ بها، وكم هي الأحاديث التي تبادلناها على عجل، وكم هي المحاولات التي تقصدتُ فيها ملامستها لأدركَ حقاً أن في صدري قلباً يدقُ لها؟ ما أدريه هو أنني لهفتُ لها فألفتها، وأنها أشعرتني بأنني أعني لها شيئاً آخر غير البيع والشراء، ولولا ذلك لما سمحتْ لي بأن أساعدها مرات عدة، وفي آخر النهارات، على ضبط سحاحيرها الخشبية الصغيرة وترتيبها.

ـ 5 ـ

حين جاءتني على موعدها، شهقتْ قبل أن تقول كلمة واحدة، فضجَّ قلبي بالخفقان، ولفني الأسى، خفت أن تكون أمها قد ودعت الدنيا بصمت وصارت وحيدة. أسألها، فتجيب بالنفي بإيماءة من حاجبيها الرفيعين. ترمي شلال شعرها، ومنديلها النيلي الناعمَ الملتفَ حول رقبتها فوق كتفي.. فأغمرها بلهاثي، وأهمس لها بأنني لن أتركها وحيدةً أبداً وقد صارت دنياي. سأقتسمُ وإياها كلَّ شيء.. الأحزان، والمواجع، والدروبَ، وأفراحنا القابلة. أعدها بأن أكون لها الثوبَ أمام الآخرين، والمحزمَ على الأيام، أن أكون دالية العمر المحلومة. وأرجوها أن تطير أحزانها، فترجوني أن أذهب، فالدنيا برد، وليلُ المدينة غدار، وأنه من الواجب عليَّ أن أجهزّ نفسي للسفر إلى أهلي لأطمئن عليهم، وليطمئنوا عليَّ، وأن لا أشغلَ بالي بها، فهي ماتزال قوية. وتغصّ!!
أنظر إليها بحرقة، وتنظر إليَّ بانكسار وأسى. تأخذ عارضيَّ بين كفيها الطريتين، تنفخُ في وجهي، فتذيبني لطافتها، وتلاحم خدها بخدي للحظات هاربة، ثم تنهضُ حذرةً عائدةً نحو ذلك الباب الذي يشقه خيطُ الضوء الواهي الضعيف، كأنها تخاف من عشرة إخوة غلاظ يقفون لها بالمرصاد. تمضي وهي توصيني أن أسلم على أمي، وأن أحكي لها أخباري وأخبارها في المدينة الواسعة، العطشى للحنان. أبدو، وقد ذهبتْ، كالذاهل تماماً، كالمخدر العاجز عن الحركة، أراقبها وهي تقطعُ تلك المسافة القصيرة ما بين وقوفي وباب بيتها المضاء. أدعوها، في اللحظة الأخيرة تماماً، أن تقف لأقول لها كيف لي أن أذهب بعدما بعثرني ريقها الحلو. أرجوها أن تقف لأقول لها إنها سيجتني بحنوها البري البكر. لكنها لا تلتفتُ أو تستدير. تشقُّ بابَ الضوء وتدخل، فينغلق الباب عليها وعليَّ. ويختفي الضوء، فتنعتم عيناي. أرتعش وقد لفتني البرودة، ووحشةُ الافتقاد، أمتلئ بها، بغيابها المرّ. أنتبه إلى أنني سأفارقها، فتتراقص قدماي، ويضجُّ صدري بما فيه. أشتاق إليها وأحنُّ، فتأخذني جرأةٌ لم أعهدها في نفسي، أمدُّ الخُطا اللحوحة نحو ذلك الباب الخشبي العتيق..
أصل إليه. أُواقفه مواجهة. وأنثر بصري عليه. وألمس بأصابعي مساميره، وإطارَ الحديد. أتقاوى أكثر، فأنقره نقراتٍ خفيفةٍ.. لكن ما من مجيب. أنقره ثانية وبعزم جديد، ومن دون جدوى. أحسُّ بغصّة وجفاف في حلقي. أحسُّ بانهمار برودة المساء في قلبي. أتجرأ أكثر. أدفعُ الباب بلطف شديد، فينفتح. يغمرني الضوءُ المتساقط من عمود الكهرباء. أدهشُ فالمكان ليس بيتاً، إنه حائط طيني في وسطه بابٌ لبستان واسع الأرجاء، كثير الشجر. أبحث عن بيتها هنا وهناك، يتطاير بصري إلى كلِّ الأنحاء.. فلا أجده. لا بيوت هنا ولا ناس. أقعُ في حيرتي. ألوّب طويلاً، وأبحث كالمجنون عن دفئي الذي كان بقربي الآن. أهمهم، وأنادي عليها راجياً أن تبدو لتريح جسدي الذي أنهك تماماً، ونفسي التي التاعت. أرجوها أن لا ترحل وقد أحببتها حباً يكفي شجرة لوز يبسانة لتزهر، لكنها لا تبدو، فأخرُّ على الأرض في جثوة واحدة.
أعودُ، وأتوازع الدروب، أهبط ذلك المنحي، أهبط أهبط أهبط أهبط.. فلا أجدها، أدور هنا وهناك، شجرة تأخذني إلى أخرى، وسياج يقودني إلى سياج.. وما من أمل.
فجأة، أسمع صدى صوتها يقترب مني، يتردد في جنبات البستان، فتبتهج روحي. تنداحُ فيَّ قوة جديدة لا أدري من أين أتت،أنشط في البحث، والمناداة، والدوران. أحسُّ بأن صوتي راح يتداخل وصدى صوتها. إنها تنادي عليَّ مناداة العاجزِ الحزين. أواصل ركضي المجنون في المكان الفسيح. أناديها بكلِّ صوتي، لكنها لا تدنو، ولا تبين. يظلُّ الصوتان يتلاقيان ويتداخلان بترجيع شجي بعيد. أظلُّ على عطشي، أطارد بجسدي ونداءاتي صوتها، وتظلّ هي بعيدة، ويظلُّ البستان واسعاً، ومظلماً، وبارداً على مخلوق وحيد.. صار بلا روح أو يكاد!!
 آخر.. الأصدقاء

في الشارع المزدحم ذي الممرات المعتمة، والمبلل بمطر البارحة، تتصاعد رائحة البهارات الزاكمة للأنوف، وتلفُّ الضجةُ والنداءاتُ الصخّابة كلَّ شيء، وامرأة طويلة جميلة تمشي ببطء شديد كي لا يتسخ حذاؤها، وكي لا تبلل نقاط المطر الموحلة أذيال ثوبها المتراقصة؛ تمشي وقد سيّجتها النظرات اللائبة غير عابئة بأحد، والإشارات الضوئية توزع ألوانها ببرود على السيارات الواقفة حيناً وعلى تلك العابرة التي علا هديرها حيناً آخر
.
في ذلك الشارع الضَّاج ذي الطوابق العديدة، والبيوت العتيقة المتآخية، وقرب الشرفات الوسيعة المسيّجة بعرائش الياسمين، هناك.. وفي الغرفة الخشبية الصغيرة التي تعلو السطح الأخير من البناء العالي، والمطلة على الدنيا، وعلى الشارع المرتبك، ثمة ألبسة باهتة الألوان لرجل عجوز ناحل، معلقة على المسامير، هامدة لا حركة فيها ولا روح، وكأس ماء فارغة، وزهرات يابسات في إناء بللوري شفيف لا خضرة لها ولا ألوان، وبساط كتاني متسخ قليلاً يمتدُّ تحت الفراش الإسفنجي الذي ينام فيه الرجل العجوز الأشيب، الملتفّ ب لحافه النظيف المطرّز، وقد بدا وجهه الشمعي الناعم ساكناً لا يوحي بشيء، وقربه تراخت وريقات بيضاء، وأقلام ملوّنة مغلقة، وفوق رأسه تماماً، ارتفعت أيقونة واسعة، ذات ألوان حزينة دامعة، وبجواره.. عدة صحون، وكتب، وجرائد، وحذاء رمادي اللون، ومشط نسائي كبير، وشريطة حريرية رفيعة، وساعة ذات أرقام كبيرة لا حياة فيها ولا رنين، وعلى صفحة الحائط المتآكل قليلاً، والمبقع بالخطوط والرسوم الطفلية المتداخلة، قفص لطائر صغير نزق، راح يزقزق بضجيجٍ عالٍ دون أن ينتبه إليه أحد، أو يحسُّ به أحد؛ طائر أصفر اللون، يتقافز داخل قفصه بعصبية بادية، وقد تنافش ريشه وتناثر؛ يضرب قضبان القفص الرفيعة بقسوة بالغة؛ طائر صغير مدمّى يزقزق بصبر عجيب متواصل للرجل العجوز المنطفىء الذي لم يتحرك منذ ثلاثة أيام، لعله ينتبه.. فينهض
!!.



الخميس، 7 أبريل 2016



الغش في الامتحانات
 قناة الثقافة 
تعال معي لتكتشف لم خلقك الله ولم يسرك؟
ماذا تعرف عن بوب مارلي؟
قناة الثقافة والمعرفة بلا حدود : ماذا تعرف عن بروس لي ؟
 ماذا تعرف عن إلفيس بريسلي؟
قناة الثقافة :
أسهل وأبسط طريقة للحفظ والمراجعة استعدادا للامتحانات.
قناة الثقافة و المعرفة بلا حدود .
ماذا تعرف عن ليونيل ميسي؟
أو ماذا تعرف عن بروس لي؟


وغيرها الكثير من الأفلام في (قناة الثقافة والمعرفة بلا حدود)
 قناتنا  على اليوتوب oujdaTV1Villeزرها لتعرف أكثر
https://youtu.be/jbWPN6lIgG8