.pagenavi{clear:both;margin:10px auto;text-align:center}.pagenavi span,.pagenavi a{padding:10px;margin-right:5px;padding-top:5px;padding-bottom:5px;background:#FFFFFF;-webkit-border-radius: 5px;-moz-border-radius: 5px;border-radius: 5px;}.pagenavi a:hover,.pagenavi .current{background:#ff8400;color:#fff;text-decoration:none}.pagenavi .pages,.pagenavi .current{font-weight:bold}.pagenavi .pages{border:none}
>>
تحميل ...
تظليـل الكود

sun

الاثنين، 19 سبتمبر 2016

الدرس الاول: قواعد اللغة العربية لأقسام الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي__( اسم الفاعل وصيغ المبالغة)__




اسم الفاعل وصيغ المبالغة

  لأقسام الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي

مراحل الإنجاز :
1- النص المساعد  قراءة وشرح وفهم للمضمون .
( النص المساعد الصفحة-22- من الكتاب المدرسي المقررمرشدي في اللغة العربية للثالثة)
تجريد الأمثلة :
1-كن حامداً أنعم الله .                                                    6- كن مستعينا بالله
2-قائلا الخيرَ                                                               7- مترفقا بالضعفاء.
3- حافظا ودَّ أصدقائك .                                                 8- مغيثا المنكوبين .
4- واصلا رحمك.                                                        9- مؤديا واجبك .
5-زاهدا فيما في أيدي الناس.                                          10- ...وجدته غاليا نصحه
                                                                              11- صادقا حُكْمُهُ
                                                                              12- الساتر زلَّتَكَ
                                                                             13- الراجي توبتك
14- وجدته حامدا صنيعك،ذاكرا جميلك            16- وهل معترف بمعروف إلا الكريمُ؟
15  - فما واف بحق إلا الصادق.                                                              
2/ التحليل والوصف:
****بين أصل كل كلمة وردت في الأمثلة السابقة.
****على أي شيء تدل هذه الكلمات ؟
**** من هو الشخص الذي دلت عليه الكلمة في –حامد- وشاكر ومترفقا-
****ما هو اسم الفاعل ؟
اسم الفاعل اسم مشتق يدل على من وقع منه الفعل أو قام به
****إذا حاولنا وزن الكلمة فكيف سيكون وزن كلمة شاكر وصانع وقائل  /فاعل-/
****ما هو أصل الفعل الذي اشتقت منه هذه الكلمات وكم عدد حروفه الأصلية ؟
**** صام – فعل ثلاثي * كيف جاء وسطه ؟.
**** كيف نسمي هذا النوع من الأفعال ؟
**** أذكر مزيدا من الأفعال على شاكلته قال – سار – طار – فاز – ناح – حام – جار.
ماذا حدث له حين صيغ على وزن **فاعل ***؟
****متى تقلب ألف الأجوف همزة ؟
كل هذه الأسئلة إذا تمعنت فيها ستجد بأن الإجابة عنها في قاعدة الدرس
يصاغ اسم على وزن – فاعل – من الفعل الثلاثي للدلالة على اسم الفاعل ، وإذا كانت عينه الفا قلبت همزة.
****هناك أفعال مضارعة في الأمثلة ليست ثلاثية في الأصل ومع ذلك دلت على اسم الفاعلما هو السر فيها؟
****هناك الفعل السداسي – استعان- والخماسي – ترفق-  والرباعي الذي يمثله الفعل  -- أغاث- ماذا حدث في هذه الأفعال حتى صارت تؤدي معنى اسم الفاعل / الذي قلنا انه يدل على من وقع منه الفعل أو قام به ؟
**** لنحاول أن نبدل حرف المضارعة من هذه الأفعال ميما مضمومة ونلاحظ التغيير الذي طرأ عليها والمعنى الذي صارت تؤديه.
يصاغ اسم الفاعل من غير الثلاثي على صورة مضارعه  مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.


****لنحاول تغيير بنية هذه الكلمات المدروسة ونصوغها على أوزان أخرى من مثل
-       فعَّال                                                     حمّاد
-       مِفْعَال                                                  مقوال
-       فَعُول                                                  قنوع
-       فَعِيل                                                  حفيظ
-       فَعِلٌ                                                     وَرِع

****مثلا{ حامد} التي كانت تفيد اسم الفاعل تصير بعد التغيير { حمَّادَا }.
****إذن بعد هذا التغيير على أي شيء صلرت تدل هذه الكلمات ؟
****ما هي صيغة المبالغة ؟
صيغة المبالغة اسم مشتق يدل على من وقع منه الفعل بكثرة .
ويحول اسم الفاعل عند قصد المبالغة إلى إحدى صيغ المبالغة ، وهي كثيرة منها : فعال – مفعال – فعول – فعيل – فعل . وتأتي هذه الصيغ من الثلاثي غالبا ، وقل بناؤها من غيره.
إذن بعد هذه المراحل نتسائل بعد أن عرفنا بأن اسم الفاعل يراد منه بيان من وقع منه الفعل وصيغ المبالغة تفيد من وقع منه الفل أو قام به بكثرة فما هو العمل الذي يؤديه اسم الفاعل وصيغ المبالغة في الجملة ؟
لمعرفة ذلك لا بد من الرجوع الى أقسام الفعل – اللازم والمتعدي –
ما هو الفعل اللازم ؟
ما هو الفعل المتعدي ؟
لنلاحظ المثال :  كن حامدا أنعم الله عليك .
لنقف قليلا عند كلمة حامدا هذه – هل دلت على زمن الماضي ؟
هل اقترنت بـــــــــ ال - ؟
لنلاحظ بقية الأمثلة الواردة في النص المساعد والتي جاءت غير مقترنة بأل
فلابد لها إن تجردت من  أل   أن تدل على الحال أو الإستقبال وهو شرط أساسي في عمل اسم الفاعل وصيغ المبالغة
وإذا تساءلنا ماهو هذا العمل فلا بد من الرجوع الى الفعل الأصلي للنظر فيه أهو لازم أم متعد
فإن كان لازما اكتفى برفع فاعله
وإن كان متعديا تجاوز رفع الفاعل الى نصب المفعول به.
وهذا كما أسلفنا شرط أساسي فيه – أما الشروط الأخرى فلا بد أن يعتمد على مبتدإ
 *أنت حافظ الودَّ .
أو* على نفي – ما واف بحق إلا الصادق .
أو* على استفهام – هل معترف بالمعروف إلا الكريم؟!
أو* يكون مسبوقا بموصوف : احترم رجلا قائلا خيرا .
تأمل المثال – وجدته غاليا نُصْحُهُ ، صادقا حُكْمُهُ – فكل من الإسمين  مجرد من أل  ودال على الماضي وليس على الحاضر أو المستقبل ، وفي هذه الحالة.
 فإن اسم الفاعل المجردمن –أل – والدال على الماضي يعمل عمل فعله شريطة أن يصح وقوع فعله محله دون أن يتغير المعنى   : وجدته يغلونُصْحُهُ، يصدُقُ حُكْمُهُ...
وصيغ المبالغة مثل اسم الفاعل وإن اختلفت في الدلالة { من قام بالفعل – من وقع منه الفعل بكثرة } في العمل وبنفس الشروط
بعد هذا يحق لنا أن نطرح السؤال الآتي :
متى يكون اسم الفاعل غير عامل ؟
للجواب على هذا السؤال ننظر المثال المأخوذ من النص القرائي :...
{...أين يلتمس المسلم هذا السياج ؟}
نجد أن اسم الفاعل ( المسلم ) لا يقصد منه حدوث الفعل ،فلذلك هو غير عامل  ثم إنه لا يصح تقديره بالفعل كما فعلنا مع المثالين السابقين. وكذلك الأمر بالنسبة لصيغ المبالغة .
--------------------------------------------------------------------------------------------
3- بعد دراسة اسم الفاعل وصيغ المبالغة ،يمكنك الآن تجميع القواعد المستنتجة خلال الدرس في ملخص يساعدك على التذكر.
ومن أجل ألا تنسى الدرس ولا قاعدته؛ لا بد من  القيام ببعض التمارين التطبيقية .
انقل النص التطبيقي واشكله ،وأجب عن الأسئلة المرفقة في ظرف ساعة واحدة .

الجمعة، 9 سبتمبر 2016

فوائد القراءة





                فوائد القراءة الحرة وكيف تبني شخصيتك
                           وسعادتك الذاتية وثقتك بنفسك 


الاثنين، 29 أغسطس 2016

خالد دقي: الحلقة الثانية محاكمة دمنة ,https://www.youtube.com/watch?v=YE...
حكاية من حكايات كليلة ودمنة بصوت الأستاذ: خالد دقي ، هي واحدة من السلسلة الموجودة على اليوتوب في قناة oujda TV1 ville وكذلك على العنوان https://www.spreaker.com/user/hikayatarabia وكذلك في مدونة اللغة العربية للتعليم الثانوي الإعداديhttp://languearabe4coll.blogspot.com://

الدرس الأول -موسم 2016-2017 / تحليل النص الأدبي





تحليل النص الأدبي
النص الأدبي: تعريف
النصّ الأدبيّ هو نظام معرفي يتأسس على المعرفة والجانب النفسيّ والعاطفي، وهو متن الكلام الذي يعبر الأديب من خلاله عن مشاعره وما يختلج بدواخله، ونكتشف هذا  واضحاً في مجموع الأنماط السردية  مثل القصة- الرواية- والشعر بجميع أشكاله، والخاطرة، والمقال، والمسرحية، وحتى نمط الخطابة والرسائل بجميع أنواعها.
لماذا ندرس النص الأدبي؟
ندرس النص الأدبي للوقوف على إبداعات الأدباء في انتاجاتهم وما تشتمل عليها من جماليات، وانفعالات تؤثّر في روح المتلقي، وكذا السمات الفنية ، وما تتضمنه من  قيم موضوعية ترتقى بالإنسان. كما ندرسها للحصول على المعرفة والمعلومات ، قصد فهم الثقافة، والأدب، وحركة الإنسان.
مكونات النص الادبي:
يشتمل النصّ الأدبيّ على مجموعة من المكونات، وهي: اللفظ، لأنه يكون  البنية الأساسية للنصّ الأدبيّ. الأفكار، لأنها ركيزة النصّ الأدبيّ، فهي التي تقوم على تفسير الحياة، والمظاهر الطبيعية والإنسان، ويجب أن تتّسم الأفكار بعدّة سمات، منها: الأصالة، والطلاقة، والجمال، وأن تكون قيّمة.
الخيال، للخيال  مكانة متميزة في الأدب، لأنه ضروري لتشكيل الواقع وبنائه في عالم الأدب.
المعاني، المعاني ركن آخر يكون النصّ الأدبيّ، وقوام جميع ألوان الأدب.
العاطفة، التي تخبرنا عن مشاعر، وأفكار، وأحاسيس، وانفعالات النص.
الصور البيانية، حيث إنّ الصورة البيانية ذات أهمية كبرى؛ لأنّها تقوم على تجسيد كل ما هو تجريدي وبث الشكل الحسي فيه.
الأسلوب، ويجب أن يكون الأسلوب مصاغا بألفاظ متناسقة، كما يتّسم الأسلوب بعدة سمات، وهي: القوة و المقصود بها فصاحة الكلمات، ووضوح الأسلوب المتمثل في حسن انتقاء الكلمات، والأفكار، والجمل، وجمال الأسلوب بحيث يكون هناك انسجام في عناصر النصّ الأدبيّ.
الصدق المتمثّل بالصدق في المشاعر ، والصدق الواقعي المتمثل بصدق تعبير الأديب عن واقعه وتجاربه.
 الإيقاع الموسيقي، حيث تضفي جمالاً على النصّ الأدبيّ.
لتحليل النص الأدبي:
لتحليل النصّ الأدبيّ يجب أولا : التعرّف على كاتب النص النص. ،تفكيك العنوان، قراءة النص وذلك لمعرفة ما يقصده الكاتب وما يرمي إليه. فهم رموزه وعلاماته، بمعنى إدراك شمولية النص من العنوان إلى آخر كلمة. معرفة المعاني المبطنة والمعاني الصريحة. يجب معرفة الفترة الزمنية التي كتب فيها النصّ الأدبيّ أو ما نصطلح عليه ب:(ظروف النص). حركة أحداث النص. حضور  الأديب في النص. تسمية الشخصيّات إمّا بالرمز أو التسميات التي أعطاها ، أوصافها وحركاتها ،وصف الأماكن التي تدور فيها الأحداث...
 

ولكل هذا يجب أن تتوفر 

بعض 

الشروط في دارس النص:
سلامة الذوق و إتقان اللغة التي كتب بها النص ، الذكاء والفطنة والانتباه إلى كل ما يدور في النص، دقة الإحساس التعاطف و المشاركة الوجدانية. الثقافة الخاصة والعامة. خصوصا في مجال الرموز الأسطورية. التاريخ ، المواقع حضارات الشعوب وطقوسها ...
الأستاذ : خالد دقي
المرجع : خليل ناصر :تحليل النص الأدبي –بتصرف.






الجمعة، 26 أغسطس 2016

التواضع في الإسلام








التواضع في الإسلام منقول من الفرقان .نت

 قال مالك: بلى، أوّلك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة،

التكبر من الصفات الذميمة التي أمرنا الله عز وجل ألا نتخلق بها، والتواضع من الصفات الحميدة التي أمرنا الله أن نتخلق بها.
والتكبر هو أن يستعلي الإنسان على الآخرين بما أعطاه الله من نعم على خلقه، فهناك من يتكبر لسلطانه أو ماله أو علمه أو قوته البدنية أو غير ذلك، والتواضع عكس التكبر؛ حيث إن المتواضع لا يستعلي  على خلق الله، ويعلم أن ما به من نِعم فإنما هي نِعم أنعم الله عليه بها.
وهذه المقالة هي محاولة لإلقاء الضوء  على التكبر والتواضع، ونبذ صفة التكبر والتحلي بالتواضع، وأبدأ بتوضيح النهي عن التكبر والأمر بالتحلي بالتواضع في ديننا الحنيف، ثم محاولات لفهم أن التواضع واجب على الإنسان من وجهة نظر علمية، وأتطرق إلى جزاء المتكبرين، وأمثلة للمتكبرين والمتواضعين.
فالتكبر صفة نهانا عنها الله عز وجل حيث يقول الله سبحانه وتعالى: {إن الله لا يحب المستكبرين} (النحل: 23)، {أليس في جهنم مثوى للمتكبرين} (الزمر: 60)، {ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين} (الزمر: 72) ، كما أن رسول الله[ قال في الحديث القدسي الذي يرويه عن الله عز وجل: «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار» (رواه مسلم وأبو داود والترمذي)، وقد أخبرنا رسول الله[ أن المتكبر لا يدخل الجنة فقال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» (رواه مسلم وأبو داود والترمذي)، وقد أمرنا الله عز وجل بالتواضع كما في سورة لقمان، حيث ذكر القرآن على لسان لقمان عليه السلام ناصحاً ابنه والبشر أجمعين قائلاً: {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحًا إن الله لا يحب كل مختال فخور} (لقمان: 18)، كما يحثنا رسول الله[ على التواضع فيقول[:  «إِن اللَّه أَوحَى إِليَّ أَنْ تَواضَعُوا حتى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلى أَحدٍ ، ولا يَبغِيَ أَحَدٌ على أَحَدٍ» (رواه مسلم)، ويقول أيضاً «ما نَقَصَتْ صَدقَةٌ من مالٍ ، وما زاد اللَّه عَبداً بِعَفوٍ إِلاَّ عِزّاً، ومَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ» (رواه مسلم).
وفي الشعر الإسلامي درر من الحكم تدعو إلى التواضع والابتعاد عن التكبر، فمنها ما قاله الإمام الشافعي:
تَوَاضَعْ تَكُنْ كالنَّجْمِ لاح لِنَاظـِـــر
على صفحـات المــاء وَهْوَ رَفِيــعُ
لا تَكُ  كالدُّخَانِ يَعْلُـــو  بَنَفْسـِـــهِ
على طبقــات الجـوِّ وَهْوَ وَضِيــعُ
ويقول الشاعر الخليل بن أحمد الفراهيدي:
ليس التطاول رافعا من جاهل
وكذا التواضع لا يضرّ بعاقل 
ويقول الشاعر الكريز:
ولا تمش في الأرض إلا تواضعا
فكم تحتها قوم هم منك أرفع
وفي محاولة لفهم لماذا نتواضع ننظر بنظرة علمية على خلق الإنسان وتكوينه وهل من حقه أن يتكبر أم يتواضع؟
سوف نجد السطور التالية تجيبنا بكل وضوح أن التواضع هو السلوك الواجب والمفترض،  وأن الكبر سلوك لا يجوز.
مر أحد المتكبرين على مالك بن دينار، وكان هذا المتكبر يتبختر في مشيته، فقال له مالك: أما علمت أنها مشية يكرهها الله إلا بين الصفين؟ فقال المتكبر: أما تعرفني؟ قال مالك: بلى، أوّلك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة، فانكسر وقال: الآن عرفتني حق المعرفة. هذه المقولة مقولة فصيحة تبين أن الإنسان يخلق من اتحاد نطفتين من الذكر والأنثى، وهما توجدان بماء الرجل والمرأة، وهذا الماء يوجب الغسل والطهارة وتشمئز منه الأنفس، وفي نهاية رحلة الحياة يكون الموت، ويكون الرداء لأي إنسان غني أو فقير، عظيم أو حقير، هو الكفن، والسكن بعد الموت يكون في القبر، والدفن في التراب، ثم تتحلل الجثة بفعل الميكروبات والديدان في التربة وتصبح جيفة قذرة، فهل من له مثل هذه البداية والنهاية في رحلة حياته أن يتكبر.
أما في أثناء رحلة الحياة فالإنسان يحمل بين جنبيه العذرة، أي البراز الذي تشمئز منه الأنفس وتكره منظره ورائحته، بل يحبس الإنسان داخل جسمه الريح ذا الرائحة الكريهة، ويتمخط أي إنسان من أنفه مخاطا تعافه النفس وتكره منظره، فهل لمن يحمل في جسمه ويخرج هذه الأشياء أن يتكبر؟
عمر الإنسان على الأرض سنون معدودة، مهما طال به العمر، فلابد من الموت، عمر الأرض ملايين السنين، وعمر الإنسان محدود، فحتى لو بلغ ألف عام أو أكثر فسوف يموت الإنسان.
الإنسان يموت منه ملايين الخلايا كل يوم وتنشأ خلايا جديدة، وتتجدد الأنسجة تلقائياً (فيما عدا خلايا الجهاز العصبي)، أي أن الإنسان يموت جزء منه وتولد فيه الخلايا يوميا {يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون} (الروم: 19)، بل إن أي إنسان يمكن أن يتعرض لحادث فيبتر جزء من ذراعه أو ساقه، أو غير ذلك من أعضاء الجسم، فيدفن هذا الجزء من الجسم وصاحب الجسم حي يرزق، فهل لكائن تموت خلاياه وتولد فيه خلايا أخرى وتدفن أجزاء منه وهو حي أن يتكبر؟
أي إنسان يتعرض للمرض بسب ميكروبات صغيرة لا ترى بالعين المجردة، وتسبب أمراضا متفاوتة الشدة والخطورة، وبعضها قد يسبب عاهات، أو يسبب الوفيات، كما قد يمرض الإنسان أمراضاً عضوية أخرى، فالإنسان مخلوق ضعيف {... وخلق الإنسان ضعيفاً} (سورة النساء: 28) فهل يوجد إنسان لا يمرض؟
في بداية رحلة الإنسان في الدنيا يكون ضعيفاً، ففي البداية يكون من اتحاد النطفتين المذكرة والمؤنثة في رحم الأم، ثم ينمو ويكون مضغة ثم علقة ثم يتكون الجنين، ويخرج من بطن الأم ضعيفاً لا حول له ولا قوة، ترضعه الأم لمدة عامين، ثم ينمو ويكبر حتى يبغ أشده ومن يعمر في الأرض تتدهور صحته ويصل لمرحلة الشيخوخة ويصير ضعيفاً ويحتاج إلى الرعاية مثل الطفل الصغير: {وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ}‏ (‏يس‏: 68). فهل لمن هو ضعيف في أول حياته وآخرها أن يتكبر؟
هل فكر أي إنسان في الهواء الذي يستنشقه؟  فقد تكون بعض جزيئات هذا الهواء قد دخلت جسم إنسان آخر أقل منه شأناً، أو قد تكون هذه الجزيئات قد دخلت جسم حيوان آخر مثل الكلب أو القط أو الفأر أو حتى ذبابة أو نملة.
هل فكر الإنسان في طعامه الذي يتناوله، وجزيئات هذا الطعام، فربما كانت هذه الجزيئات مخلفات وروثا للبهائم، فروث البهائم بعد تحلله يصبح سمادا عضويا غنيا بالعناصر الغذائية ويمد النبات بالعناصر الغذائية الضرورية، وربما صار التراب الناتج عن تحلل جثمان إنسان غذاء للنبات، ويتناول هذا الغذاء، فربما تكون جزيئات الغذاء الذي نتناوله مرت في أجساد عدد كبير من البشر قبلنا، وربما مرت هذه الجزيئات بأجساد عدد من الحيوانات صغرت هذه الحيوانات أو كبرت، هذا فضلاً عن اللحوم التي نأكلها للحيوانات الأليفة التي أحل الله أكل لحومها، ومخلفاتها تستخدم في السماد للنباتات، فهل من قد تكون جزيئات غذائه والجزيئات المكونة لجسمه مخلفات لحيوانات، وقد تكون مرت بأجساد بشر آخرين، وقد تكون جزيئات لبشر أو مخلوقات أخرى في المستقبل هل له أن يتكبر!
جسم الإنسان بعد موته يكون غذاء للديدان والميكروبات في القبر، ومن لا يدفن تصبح جثته رميماً تأكل الطير منه والكلاب وغيرها من الحيوانات التي تأكل اللحم، بل الإنسان قد يكون طعاماً وهو حي لبعض الحيوانات المفترسة مثل الأسد أو النمر على اليابسة، أو طعاماً للحيتان أو أسماك القرش في البحار و المحيطات، فهل لمخلوق هو غذاء لغيره من المخلوقات أن يتكبر؟
حجم الإنسان في الكون لا يذكر، فأي إنسان مهما كان غنياً له الكثير من الممتلكات ويشغل جزءا بسيطا جداً على اليابسة على سطح الأرض، وحجم اليابسة على الأرض أقل من ربع كوكب الأرض، والأرض كوكب في المجموعة الشمسية، والمجموعة الشمسية مجموعة كواكب تدور حول الشمس، وهي جزء صغير في  مجرة درب التبانة، و مجرة درب التبانة هي واحدة من مجرات عديدة في السماء، أي هذه المجرة هي جزء بسيط في الفضاء الواسع في السماء الدنيا،  أما بقية السموات السبع فلا يعلمها إلا الله، فحجم الإنسان في الكون ضئيل جداً ولا يذكر، وأقل بكثير من نقطة مياه في محيط من محيطات الأرض، فالتواضع لخالق الكون واجب.
أئمة المتكبرين ذكرهم الله في القرآن، وأخبرنا الله أن مصيرهم النار يوم القيامة، فمنهم إبليس اللعين الذي طرده الله من رحمته حينما تكبر بسبب طبيعة المادة المخلوق منها وظن أنه أفضل من آدم لأنه خلق من نار وآدم خلق من طين، ورفض أمر الله سبحانه وتعالى الذي خلقه بالسجود لآدم، فكان جزاؤه الطرد من رحمة الله في الدنيا والآخرة، فقد قال الله تعالى في سورة (ص): {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} (ص: 71 -85) ولذلك فإن إبليس أول من تكبر من الخلق، ومن يتكبر من البشر ظناً أنه خلق من طينة أخرى غير باقي البشر (رغم أننا جميعاً من أبناء آدم وكل البشر من نفس الطينة) فهو في ذلك يتبع إبليس اللعين في خلق التكبر ومصيره إلى جهنم يوم القيامة.
وفرعون مثل لكل متكبر عبر التاريخ أغراه ملكه ليتكبر على الناس: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (القصص: 4 - 6)، فظن فرعون أنه إله يعبده الناس في الأرض، ولم يستجب لدعوة الحق التي حملها له موسى وهارون عليهما السلام، وكان مصيره أن غرق في البحر: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِين وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} (القصص: 38 - 42)، فمن يتكبر لملكه وسلطانه سوف يحشر مع فرعون يوم القيامة، فلا يتكبر ذو سلطان وليأخذ من فرعون عبرة وعظة.
وقارون من أئمة المتكبرين بسبب الغنى وكثرة المال، تكبر قارون على الناس وقال: إنما أوتيته على علم عندي، ولم يذكر نعم الله عليه، ولم ينسب الفضل لله، فكان عبرة لغيره عبر التاريخ، وكان جزاؤه في الدنيا أن خسف الله به وبداره الأرض، وهو في الآخرة من الخاسرين، كما يقول رب العزة في سورة القصص: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (القصص: 76-82).
ومن أئمة المتواضعين الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ومن المواقف التي ذكرها الله في القرآن توضح التواضع والتكبر وتم ذكرها في هذا المقال أن الملائكة سجدوا لآدم عندما أمرهم الله واستكبر إبليس اللعين، ولم يقولوا خلقتنا من نور وخلقته من طين، بل أطاعوا الله واتبعوا أمره.
وإمام المتواضعين للبشرية أجمعين سيدنا محمد[ الذي أرسله الله عز وجل ليعلم البشرية الأخلاق، قدوة المسلمين إلى يوم الدين: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب:21)، فسيرته[ مليئة بدروس التواضع، واذكر منها أن رجلا كلم النبي[ يوم الفتح فأخذته الرعدة، فقال النبي: [ «هون عليك؛ فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد» (أخرجه الحاكم في المستدرك، وهو حديث صحيح)، وأن النبي[ «كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم» (أخرجه ابن حبان في صحيحه)، وسئِلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي [ يصنَع في بيته؟ قالت: «يكون في مهنة ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة». (رواه البخاري).
فالتكبر صفة تبعد الإنسان عن رضا الله، وتؤدي بالإنسان إلى النار، والتواضع صفة حميدة تقربنا إلى الله وتقربنا إلى الجنة.