رسالة إلى تلميذ المستوى الإعدادي

  رسالة إلى تلميذ المستوى الإعدادي

أيها التلميذ أيتها التلميذة، لعلك لا تعرف المسؤولية الملقاة على عاتقك في هذه المرحلة من عمرك ، و أنت لا تزال تظن أنك طفل؛ لا يجب أن يهتم إلا باللعب وملء الفراغ بكل ما يبهجه ويمتعه. هذه إذن مشكلة كبرى وخطأ جسيم  يقع فيه عدد كبير من التلاميذ ؛فيهملون دروسهم وواجباتهم وتحصيلهم الدراسي .

  السنون تمر ولا ترحم والزمن ينقضي ولا يعود ، لأن الزمن هو أغلى من أن يقدر بثمن ،وأي لحظة تمر من العمر فهي لا تعود . ليس كالمال إن فقد  فبمقدور الإنسان أن يعوضه ، أو يقترض أي مبلغ شاء؛ وضروري أنه سيجد من يقرضه إياه، أما الزمن – الوقت – فلا أحد يمكنه أن يعوضه ولا أن يقترضه ولا يجد من يقرضه؛ لذلك نجد الأبناك تقرض المال ، ولا نجد مؤسسات تقرض الوقت ، لأن الوقت شيء ثمين لا أحد يمكنه أن يتحكم فيه بالاستبدال أو الهدي أو الإقراض .

  أنت الآن اجتزت مرحلة الابتدائي ، وبدأت مرحلة الإعدادي الثانوي وهي مرحلة ليست بالسهلة اليسيرة ، لأن الكثير من الأشياء ستحدث لك، وأخرى في شخصيتك في هذه المرحلة بالذات ، ففيها وخلال السنوات الثلاث التي ستأتي ستلاحظ أنك بدأت تتغير في شخصيتك ؛وتنسلخ من طفولتك إلى مراهقتك ، وخلال هذه السنوات الثلاث ستقرر مصير مستقبلك التعليمي باختيارك الشعبة التي ستتأهل بها إلى مستقبلك ،لتساهم بدورك في بناء مجتمعك ورقي وطنك ، فهذه المرحلة مهمة لأن في نهايتها ستختار شعبة من الشعب –علمية كانت أم أدبية وربما مهنية- والمهم في كل هذا أن تكون على بينة من أمرك متيقنا من أن هذا الاختيار هو وليد تفكير ويقين ،وليس وليد صدفة أو ضغط أو اضطرار كما يحدث  للكثيرين الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن المواصلة والمتابعة في التأهيلي فينسحبون وهم لم يتموا بعد دراستهم . لذلك وجب عليك أن تبدأ من اليوم بناء مستقبلك ، والإعداد لحياتك ، وذلك بالإخلاص لكل المواد المُدرسة ومكوناتها علمية كانت أم أدبية، لتتمكن من تمتين كفاياتك وقدراتك ،وتكون مستعدا لمواجهة الاختيار وأنت مرتاح وعلى يقين بأن ذلك الاختيار هو الصحيح والأساس الذي تنوي بناء شخصيتك ومستقبلك عليه.

قلت أنك في مرحلة الإعدادي ، فاستعد إذن  وحصل واجتهد ولا تتكاسل ، فاجتهادك هو الذي سينفعك

ويفتح لك أفاقا واعدة مليئة بما تتمنى من طموحات .

اللغات:

إن اللغة التي تتعلم بها سائر المكونات هي اللغة العربية ، و التي سترافقك في كل مراحل حياتك . فضلا عن اللغات الأخرى التي تدرسها ، مثل الفرنسية  ومستقبلا الانجليزية أو لغة أخرى . فاللغة لابد من تعلمها ،أي لغة لها قواعد وأسس تقوم عليها ، ولا يمكن إهمالها ، لأنه بدون أسس لا يمكن لأي بناء أن يقوم أو يعلو ؛ لذلك طالع كثيرا واملأ وقتك بالمطالعة والبحث والتقصي وطرح الأسئلة ؛ ولا تتوقف عن طرح الأسئلة الهادفة ؛وأول سؤال يجب أن تطرحه على نفسك هو: لماذا أحضر إلى المدرسة، وأقوم في الصباح الباكر ، وأسير مسافة طويلة للوصول إلى المدرسة ،وأنا أحمل محفظة ثقيلة ؟ ويجب أن يكون جوابك على سؤالك مقنعا صادقا يقينيا كالإيمان بأي معتقد . يجب أن يكون جوابك محطة انطلاق للمستقبل الواعد الرغيد الهانئ السعيد .