.pagenavi{clear:both;margin:10px auto;text-align:center}.pagenavi span,.pagenavi a{padding:10px;margin-right:5px;padding-top:5px;padding-bottom:5px;background:#FFFFFF;-webkit-border-radius: 5px;-moz-border-radius: 5px;border-radius: 5px;}.pagenavi a:hover,.pagenavi .current{background:#ff8400;color:#fff;text-decoration:none}.pagenavi .pages,.pagenavi .current{font-weight:bold}.pagenavi .pages{border:none}
تظليـل الكود

sun

الخميس، 18 فبراير 2016

رحلة الحياة حكاية خيالية من الواقع // خيال؟ واقع؟//

كنت وعدت وها أنا أفي بالوعد. فافهم العبرة من هذه الرحلة ياعزيزي التلميذ.
رحلة الحياة    اطبع هذا النص وأقرأه على الورق 


كنت قد وعدت تلامذتي في الأولى والثانية من التعليم الثانوي الإعدادي بأن أشرح لهم معنى  المرحلة الإعدادية في التعليم ،ومدى أهميتها وخطورتها في حياة التلميذ. ولا أقصد  بخطورتها بأنها تشكل خطرا ما ،أو  أن يتصور أحد ما؛ هذه اللفظة  في دلالاتها المخيفة ، ولكن تبقى مع ذلك مرحلة خطيرة ،يجب على الأولياء تنبيه أبنائهم فيها والسهر على تكوينهم خلالها؛ تكوينا يسمح لهم بمواصلة الدراسة في السلك التأهيلي ؛بيسر وكفاءة وقدرة على مواجهة تحديات المرحلة التأهيلية ،ومن تم الاستعداد للتخصص الذي يحلم به كل طالب وتلميذ.

 




  إذن كيف يمكنني تصوير مراحل التعليم منذ سنواته الأولى ،حتى الوصول إلى التخرج ومواجهة الحياة؟
يبدو السؤال غريبا نوعا ما ، والأغرب منه هو الجواب عليه. إذ كيف يمكن تصوير مراحل التعليم بهذه الطريقة ، وتخويف التلاميذ ؟ لا لن أخوف أيا كان ولكن لمن يفهم هذا التصوير وهذا الوصف ،سيجده حقيقيا وواقعيا.
 لنشرع في الحكاية من الأول إذن دون إطالة.
مرحلة الابتدائي : تشبه حديقة مزهرة مليئة بالأعاجيب ، فيها كل شيء جميل ، وكل شيء بريء ، فيها أناس طيبون يجلسون على أرائك واسعة ؛ يرتدون ملابس بيضاء ناصعة البياض، والأطفال حولهم كالفراشات والعصافير ، يتعلمون من هذا الشيخ مباديء الآداب وحسن السلوك ، ومن الآخر مباديء الكتابة والقراءة ، ومن سيدة لطيفة أسس الحساب ومن شاعر فاضل قصائد الوطنية وحب الوطن ،ومن هذا قواعد اللغة ،ومن الأخرى لغة أجنبية ، وهكذا يمرحون ويلعبون لعبة القراءة ؛بمتعة ولذة فرحين بمن يعلمهم مستبشرين بالطبيعة حولهم والظلال التي يتفيؤونها ..
ثم بعد ذلك ينتقلون إلى مرحلة الإعدادي ، فيخرجون من ذلك البستان الجميل الذي قضوا فيه مدة ست سنوات ، لينتقلوا إلى ضيعة كبيرة كثيرة الأشجار والفواكه والمياه ، وكل شجرة فيها ناطقة تتكلم وتقول: يا فتى خذ من ثماري ولا تخجل ، خذ من ثماري وتلذذ بها ، ونصيحتي إليك أن تقطف من كل ثمار الأشجار في الضيعة وتجففها لوقت الحاجة. لكن هناك المستهترين الذين لا يريدون قطف الثمار ،ولا البحث عنها، ولا تجفيفها لوقت الحاجة ؛كما يجفف التين والزبيب ، والحمص والفول والعدس ،والحنطة .ولا أن يخزنوا الماء كما يفعل غيرهم الذين يعلمون بأنهم سيقضون في هذه الضيعة ثلاث سنوات فقط ، وبعدها سيرحلون عنها ،فيجمعون ويخزنون ويكنزون لوقت الحاجة.
يظل الآخرون في لهو ولعب لا يفعلون شيئا عدى أن يأخذوا بدل وهوان  من الآخرين؛ الذين جمعوا وكدسوا ورتبوا وأعدوا العدة للرحيل من الضيعة بعد السنة الثالثة.
ثم ينتقلون إلى مرحلة التأهيلي ، وهي صحراءواسعة ، بها واحات وخيام ، والشمس فيها محرقة لا ماء ولا شجر إلا ما خُزِنَ لوقت الحاجة ، وها قد جاء وقتها ، فبها يمكن استبدال الأشياء ومقايضة الشيء بما يريدون . أما الآخرون فلا يستطيعون مقايضة ،ولا يقدرون حتى التعبير عن حاجتهم لشدة جوعهم وعطشهم . فلا يبقون ويتبخرون ويتلاشون .
تنقضي السنوات الثلاث وقد استبدل الجامعون بضائعهم ببضائع أغلى وأنفس ، وجواهر أثمن ؛ليرحلوا وهم أسعد مما دخلوا إلى هذه الصحراء ،وبعد أن عاشروا فيها الشاعر والأديب والعالم ، وأخذوا من كل واحد منهم ما يكفيهم حاجتهم في المرحلة المقبلة .
   تغيب الشمس عن تلك الصحراء ، وتهب ريح في الليل ،لتحملهم إلى مكان آخر ، ساحة كبيرة متمدنة متحضرة  ، فيها كل وسائل النقل المتاحة، من باهظة الثمن إلى الرخيصة . وكل واحد منهم يستقل الوسيلة التي يقدر عليها بما جمع من يواقيت وجواهر في المرحلة السابقة ،وكل حسب قدرته وما تحمله حقيبته من إمكانيات . يرحل أصحاب الدرر الغالية وأصحاب الذهب وأصحاب الفضة ويبقى أصحاب النحاس والقصدير، يتحينون فرصة ؛عسى وسيلة نقل حسب إمكانياتهم تساعدهم على الانتقال والسفر كالآخرين ، منهم من يجد ومنهم من لا يجد فيثوى في ذلك المكان منتظرا مترقبا والسنون تمر وتتوالى ،وهم باقون يتوافد عليهم المزيد من أمثالهم، حتى يشيخوا في نفس المكان أو يختاروا سلك الطريق على الأقدام.






وبعد أن يصل الجميع ، إلى شاطيء بحر لجي ليس يه رمال ،ما هي إلا صخور كرؤوس الرماح حادة منتصبة قوية صلبة ، ولا موطيء قدم فيها، والبحر بعيد مرساه ، وسفنه وزوارقه تلوح متباهتة في الأفق خلف مسافات من الصخور الحادة ، ترى فيها من جمع من الزاد نشطا يقفز من صخرة إلى أخرى بيسر وأناة  لا يشعرون بعطش ولا سغب، أما المتهالكون الذين استنفذوا زادهم ؛فتراهم في وهن وعجز يتمايلون من العطش والجوع ، وقد أنهكهم المسير حتى صاروا يطأون على الصخور وقد أدمت أقدامهم وتمزقت نعالهم ، ثم ترى بعضهم وقد انهار على جنبه فتمزق جلده  ونزف دما ولا مكان للجلوس ، أما الذين استعدوا فيقطعون المسافة في يسر وسهولة ليصلوا إلى زوارق النجاة وسفن الخلاص ، ويضل الباقون متعثرين تسيل منهم الدماء وقد كلوا ولم يستطيعوا السير ولا إكمال المسير ،فيفضلون العودة على أدراجهم وكلهم خيبة أمل ، ليسلكوا طريقا آخر غير الطريق الذي كانوا يحلمون به ويحلمون بالوصول إليه ولكن دون جهد ولا استعداد ، لتتلقفهم غابة متوحشة لا ينفعهم فيها إلا الصراع والقوة والاحتراس والتيقظ.
أما الذين وصلوا إلى المرفأ واستقلوا الزوارق والبواخر وقطعوا البحر ، يجدون أنفسهم في مرفأ الوصول محاطين بالأهل والأحبة ،تنتظرهم السعادة والطمأنينة والهناء ...
والباقي يبقى مفتوحا لمن أراد الإبحار في عالم  الخيال...
تخيلها وكتبها الأستاذ: خالد دقي  



                                  هدية لمن يفهم الألغاز والحكايات ،ويستفيد من تجارب الآخرين.



هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

مفيدة و رائعة

Unknown يقول...

مفيدة و رائعة