.pagenavi{clear:both;margin:10px auto;text-align:center}.pagenavi span,.pagenavi a{padding:10px;margin-right:5px;padding-top:5px;padding-bottom:5px;background:#FFFFFF;-webkit-border-radius: 5px;-moz-border-radius: 5px;border-radius: 5px;}.pagenavi a:hover,.pagenavi .current{background:#ff8400;color:#fff;text-decoration:none}.pagenavi .pages,.pagenavi .current{font-weight:bold}.pagenavi .pages{border:none}
تظليـل الكود

sun

الأحد، 1 مايو 2016

تحضير درس وادي العيون لعبد الرحمن منيف




النصوص القرائية للسنة الثانية من التعليم الثانوي الإعدادي 
تحضير درس وادي العيون لعبد الرحمن منيف 

وادي العيون

في سنوات الخير يظهر الخير ، أول ما يظهر ، في وادي العيون ، إذ إضافة إلى غزارة المياه التي تملأ الأحواض الثلاثة المحيطة بالنبع ، فان مياه العيون تنحدر إلى أماكن لم يكن متوقعا أن تصلها . وفي تلك السنين تزرع الخضرة وتظهر النباتات المختلفة ، خاصة التي تأتي مع الأمطار المبكرة . ويتصرف الناس عامتهم في الوادي بطريقة لا يصدقها المسافرون الذين تعودوا المرور على محطات كثيرة مشابهة ، إذ يسرف أهل الوادي في الإلحاح على المسافرين للبقاء فترة أطول ، ويظهرون تعففا زائدا في أن يأخذوا مقابل ما يعطون.
بشر وادي العيون ، إذن ، مثل مياهه : إذا زادوا عن حد معين فلا بد أن يفيضوا ، أن يتدفقوا إلى الخارج ، وهذه الزيادة ، الهجرة ، لازمتهم منذ أمد بعيد . فجأة يحسون أنهم تكاثروا ، وأن الوادي لم يعد قادرا على احتمالهم ، ولا بد للشباب القادرين على السفر ، من اكتشاف أماكن جديدة ، ليشدوا الرحال إليها من أجل الإقامة والرزق . إن حالة مثل هذه تبدو خفية غامضة ، وقد لا تتعلق دائما بالأمطار أو المواسم ،كما هي الحال في أماكن أخرى ، إذ رغم المطر الذي قد يأتي في سنة من السنين ، ورغم المراعي التي تحيط بالوادي ،والمياه التي تفيض وتمتد إلى مسافات لم تكن تصلها في أوقات أخرى ، رغم هذه الأشياء جميعها فإن هاجسا ملعونا ينمو بخفاء وبطـء في القلوب.

وهذا الهاجس الذي يحسه الكبار ، لكن يتكتمون عليه ويقاومونه ، ينام وينهض في قلوب الشباب والأمهات ، فيأخذ شكلا حادا عصبيا عند الشباب ، وشكلا حزينا يائسا عند الأمهات . لكن رغبة اكتشاف العالم ، وحلم الغنى " وذلك الحنين إلى شيء ما " يلح على الشباب إلى درجة لا يستطيعون معه الصبر أو احتمال نصائح المسنين ، ولذلك يقررون وحدهم ، مهما كانت هذه القرارات قاسية .
لا يوجد رجل من الرجال في الوادي ، خاصة في سن معينة ، لم تستول عليه رغبة السفر، وقلما يوجد واحد من المسنين لم يسافر إلى مكان من الأمكنة ، صحيح أن هذه الرغبات والسفرات تتفاوت من حيث المدة والنتائج ، إذ قد تستمر سنوات طويلة ، وقد تمتد فتشمل العمر كله ، وبعضها قد لا يدوم أكثر من شهور ، يعود بعدها المسافر خائبا أو ظافرا ، لكنه يعود أيضا مملوءا بالحنين في الحالتين ، ومثقلا بالأفكار والذكريات وحلم السفر مرة أخرى . أما النتائج التي جناها المسافرون من أهل وادي العيون فلا يمكن أن تتلخص بكلمات قليلة ، لأن لكل مسافر مقاييسه وتصوراته ، فالنجاح والفشل ، الغنى والفقر ، لا يعنى مفهوما واحدا بالنسبة للجميع .فقد صادف في حالات كثيرة ، أن عاد بعض المسافرين من أهل الوادي ، ورافق عودتهم الكثير الكثير من الأحاديث والأفكار والقصص.
حديث وادي العيون والسفر كلاهما له بداية بالنسبة لأي شخص ، لكن ليس له نهاية . وهذه الحالة يعرفها الكبار والصغار ، وتعودوا عليها وألفوها إلى درجة لم تعد تثير أحدا أو تخلق أحزانا لا يمكن مقاومتها ، حتى الأمهات اللواتي يردن أن يبقى أولادهن في الوادي ، وأن يستمروا فيه إلى النهاية ، لأنهن يخفن الأمكنة الأخرى ولا يتصورن وجود أمكنة أفضل ، لابد أن يسلمن في فترة من الفترات تسليم العاجز اليائس ، مع أمل أن يعود هؤلاء في وقت من الأوقات ، لكن بعد أن يكونوا قد شبعوا من السفر!

عبد الرحمان منيف . مدن الملح (التيه) . ص ص : 7 – 14 (بتصرف)
- العنوان
*يتكون العنوان من كلمتين تكونان فيما بينهما مركبا إضافيا
 معجميا: ينتمي العنوان إلى المجال السكاني.
 دلاليا : يدل العنوان على مكان معين حيث تدور أحداث السرد  (الوادي)
يبدأ النص بالحديث عن الزمن و المكان ثم تبدأ الأحداث...
وفي نهاية النص نجده يتحدث عن الهجرة والارتحال عن المكان...

نمط النص :    ســــرد روائي { مقتطف من رواية}





صاحب النص : ولد عبد الرحمن المنيف في عمان - الأردن عام 1933 لأب سعودي وأمٍ عراقية. درس في الأردن إلى أن حصل على الشهادة الثانوية ثم انتقل إلى بغداد والتحق بكلية الحقوق عام 1952 ثم انخرط في النشاط السياسي هناك، انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي إلى أن طُرِد من العراق مع عدد كبير من الطلاب العرب بعد التوقيع على حلف بغداد عام1955 لينتقل بعدها إلى القاهرة لإكمال دراسته هناك. في عام 1958 انتقل إلى بلغراد لإكمال دراسته فحصل على الدكتوراه في اقتصاديات النفط لينتقل بعدها إلى دمشق عام 1962ليعمل هناك في الشركة السورية للنفط ثم انتقل إلى بيروت عام 1973 ليعمل هناك في مجلة البلاغ ثم عاد إلى العراق مرة أخرى عام 1975 . وكان خبيرا في مجال النفط وعين رئيسا لمجلة النفط والتنمية. غادر العراق عام 1981 متجهاً إلى فرنسا ليعود بعدها إلى دمشق عام 1986 ويقيم فيها حيث كرس حياته لكتابة الروايات، تزوج منيف من سيدة سورية وأنجب منها، عاش في دمشق حتى توفي عام 2004، وبقي إلى آخر أيامه معارضاً للإمبريالية العالمية، كما اعترض دوماً على الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 رغم أنه كان معارضا عنيفا لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وكان يناصب الأنظمة العربية العداء ويهاجمها. ولقد سحبت منه الجنسية السعودية لمواقفه ضد أنظمة الخليج وسياساتها النفطية.
وتخرج من جامعة بلغراد في صربيا.
 
مرجع النص:  -مدن الملح هي رواية عربية للروائي السعودي عبد الرحمن المنيف، تعد واحدة من أشهر الروايات العربية وتتألف هذه الرواية من 5 أجزاء، لذا تُعد خماسية.
الغرض من النص : تبيين الراوي طريقة عيش أهل القرية المطلة على الوادي وهاجس الهجرة الذي يعشش في حياتهم .
الفكرة الأساس: هاجس الهجرة المفروض على شباب القرية بمجرد ما  يشبون .
أبعاد النص : بعد إنساني ، أدبي ، رمزي.

تجريد المضامين المؤسسة للنص:
** وصف وادي العيون وخيراته الكثيرة وآثار هذه الخيرات على الساكنة .
** رغم خيرات وادي العيون الكثيرة إلا أن فكرة الهجرة هي التي تسيطر على سكانه وخاصة الشباب منهم.
** سرد تاريخ سكان وادي العيون مع الهجرة الذي يتراوح بين النجاح والفشل.
** تأكيد السارد على مدى تعلق سكان وادي العيون بالهجرة.
الحقول الدلالية:
الألفاظ والعبارات الدالة على الهجرة
"'السفر ،يشد الرحال ، الأماكن الأخرى ، اكتشاف العالم'" .
أماكن السرد:

القرية "' وادي العيون "'
التعريف بالمنطقة –وادي العيون-
فهم المضمون وتركيب النص :
 تبدأ القصة بالزمن وذكر المكان الذي تدور فيه الأحداث ،ذلك حين تمتليء الأحواض الثلاثة المحيطة بنبع وادي العيون في موسم الخير. فتجعل تصرفات أهل القرية مع المسافرين شبيهة بتصرف الوادي معهم .إلا أن هاجس الهجرة يسيطر على أهل القرية، بحثا عن آفاق جديدة للعيش. وتتعمق سيطرة هذا الهاجس على الشباب والأمهات ، ليعترف الكاتب في الأخير بسيطرة هذا الهاجس على الكل .فليس المهم من السفر والعودة؛ المال أو الربح أ والخسارة وإنما الأحاديث والأفكار .
ويحكي لنا السارد كل ذلك  بإيقاع سريع فهو يسترجع حكاية سنوات متعددة من حياة سكان وادي العيون و يختزلها في بضعة أحداث.
ونلاحظ أن الواصف يتموقع خارج المكان ، فهو يصف من وجهة نظر السارد الروائي الذي يكتب نصا روائيا وليس من وجهة نظر الكاتب السارد لأحداث عاشها =سيرة ذاتية=
خصائص النص:
التشبيه : حيث وصف سكان وادي العيون وشبههم بمياههم من حيث الانتقال والهجرة إلى أمكنة أخرى
- التأكيد : حيث كرر بعض الألفاظ  التي لها دلالة في النص للتأكيد عليها
- الفعل المضارع : هيمنة الفعل المضارع تدل على الاستمرار والمواصلة..أي الاستمرار في الهجرة جيلا بعد جيل


ليست هناك تعليقات: