.pagenavi{clear:both;margin:10px auto;text-align:center}.pagenavi span,.pagenavi a{padding:10px;margin-right:5px;padding-top:5px;padding-bottom:5px;background:#FFFFFF;-webkit-border-radius: 5px;-moz-border-radius: 5px;border-radius: 5px;}.pagenavi a:hover,.pagenavi .current{background:#ff8400;color:#fff;text-decoration:none}.pagenavi .pages,.pagenavi .current{font-weight:bold}.pagenavi .pages{border:none}
تظليـل الكود

sun

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

خطاب السرد والوصف تقريب مفهوم السرد والوصف لتلامذة السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي





خطاب السرد والوصف
تقريب مفهوم السرد والوصف لتلامذة السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي
إعداد الأستاذ : خالد دقــي.
المرجع :( السيناريو السينمائي من الفكرة إلى الشاشة) تأليف الأستاذ :خالد دقي - طبعة شركة مطابع الأنوار المغاربية- وجدة – 2008_  بتصرف-  

تعريف السرد والوصف
التعبير والإنشاء.
 1* الوصف:
الوصف هو نعت الأشياء بمسميات تقربها إلى الأذهان، وتجعل لها صورة ذهنية في عقل السامع ،حتى يتمكن من تعرفها وفهمها ، وهو اصطلاح واتفاق في اللغات كلها بين المرسل (المتكلم) والمرسل إليه أو المتلقي وهو( المخاطب)* مثال : جلست تحت شجرة الزيتون القديمة  الوارفة الظلال التي تطل على الجرف القريبة من ..... إن السامع يعرف شجرة الزيتون باسمها وتعريفها ولكنه لا يعرفها بوصفها بين سائر أشجار الزيتون، إلا إذا حدد المتكلم للمخاطب أوصافا تعين السامع على معرفة الشجرة التي جلس تحتها المتكلم ، لذلك فهو يحتاج إلى أوصاف من مثل: الكبيرة – الصغيرة- المنكسرة- ذات الأغصان القصيرة – المطلة على الجرف - ...فهذه الأوصاف هي التي تحدد الشجرة المقصودة والتي يرمي إليها المتكلم.
  ونحن في كلامنا نحتاج إلى الوصف لأنه مهارة لغوية تفيد بيان الكلام وتجلية الغموض عنه ، ولأنه أيضا وسيلة لإزالة الإبهام والخلط عند المستمع. وهو يفيدنا أيضا في الكتابة النثرية والشعرية والخطابية والمقالية ،وما إلى ذلك مما تحتاجه اللغة.
أقسام الوصف:

ينقسم الوصف إلى وصف مادي حسي ، ووصف تجريدي ذهني
أ‌-      الوصف المادي : وهو ما يتعلق بالأشخاص والأماكن والمظاهر ، كأن تصف شخصا من حيث سنه ،واسمه وجنسه ووضعه الاجتماعي، وملامحه الظاهرية وهيئته ولباسه وأفعاله ...إلخ..
ب‌-                       الوصف الذهني التجريدي : وهو ما يتعلق بالأحاسيس والمشاعر والأفكاروالتمثلات  .
لماذا الوصف؟
والوصف  مهارة لا بد منها عند كل فرد يريد أن يوصل أفكاره إلى غيره، ومن هنا كان لا بد له من عناصر لا مندوحة عنها : الواصف-الموصوف – موقع الواصف- موقع الموصوف – موضوع الوصف – أسباب الوصف –
ولهذا كان لا بد للواصف حين الوصف أن يستعين بالصفات والتشبيهات والتمثلات و الاستعارات والمجازات.
ولوصف شخص ، أو موقف أو ظاهرة لا بد للواصف من هذه الأسباب والأخذ بها ليتمكن من الإبلاغ والتبيين والإيضاح.
مثال:
في ليلة عاصفة باردة حالكة السواد ( الكاتب هنا يصف الليلة، لاحظ الوسائل التي استعان بها عاصفة باردة ،حالكة السواد)  ، سمع في القرية صراخ قوي يمزق عويل رياح العاصفة كما الصفير.( الصراخ قوي ، يمزق ، كما الصفير) هب سعيد من فراشه الدافيء يبحث عن قنديل ذي فتيل مشتعل بلهيب ضعيف ، يتراقص كالأفعوان وسط  زجاجة مكسورة الأطراف مثلومة الحواشي.
الفراش: وصف بالدافيء
القنديل : وصف بأن فيه فتيل
الفتيل :وصف بالاشتعال .. وبه لهيب ضعيف..وهذا الهيب شبه بالأفعوان
ثم وصف المكان حيث الفتيل : وسط زجاجة .
الزجاجة: مكسورة الأطراف مثلومة الحواشي...
إذن أنت ترى بأن هذه الأوصاف ساعدتك على الإحاطة بالأشياء المذكورة ، وعرفتك أكثر بها .
فلو أن الكاتب اكتفى بقوله مثلا :في ليلة سمع في القرية صراخ ،فهب سعيد من فراشه يبحث عن قنديل ... لكان النص خاليا من متعة السرد وجمالية الوصف.
فالوصف فضلا عن كونه مفسرا للأشياء مبينا لها ، فهو زيادة على ذلك فن من فنون اللغة ،لا بد لكل كاتب من التسلح به وامتلاك زمامه حتى تنقاد له الصورة التي يقدمها للقاريء واضحة جلية دون لبس أو خلط .


2-الحوار والحكي والسرد.


تعريف الحوار:
الحوار : من المُحاورة ؛ وهي المُراجعة في الكلام . الجدال : من جَدَلَ الحبل إذا فَتَلَه ؛ وهو مستعمل في الأصل لمن خاصم بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب،ثم استعمل في مُقابَلَة الأدلة لظهور أرجحها.
الحوارعبارة عن احترام متبادل بين أطراف الحوار، وإعطاء كل ذي حق حقه ، والاعتراف بمنزلته ومقامه ، فيخاطب بالعبارات المنسقة ، والألقاب المستحقة ، والأساليب اللائقة.
والحوار والجدال لهما نفس الدلالة ، وقد اجتمع اللفظان في قوله تعالى : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } (المجادلة:1) ويراد بالحوار والجدال في مصطلح الناس : مناقشة بين طرفين أو أطراف ، يُقصد بها تصحيح كلامٍ ، وإظهار حجَّةٍ ، وإثبات حقٍ ، ودفع شبهةٍ ، وردُّ الفاسد من القول والرأي . وقد يكون من الوسائل في ذلك : الطرق المنطقية والقياسات الجدليَّة من المقدّمات والمُسلَّمات ، مما هو مبسوط في كتب المنطق وعلم الكلام وآداب البحث والمناظرة وأصول الفقة.
غايات الحوار
"الغاية من الحوار إقامةُ الحجة ، ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي . فهو تعاون من المُتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها ، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها ، والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق . يقول الحافظ الذهبي : ( إنما وضعت المناظرة لكشف الحقِّ ، وإفادةِ العالِم الأذكى العلمَ لمن دونه ، وتنبيهِ الأغفلَ الأضعفَ ) . هذه هي الغاية الأصلية ، وهي جليَّة بيِّنة ، وثَمَّت غايات وأهداف فرعية أو


مُمهِّدة لهذا الغاية منها : - إيجاد حلٍّ وسط يُرضي الأطراف . - التعرُّف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى ، وهو هدف تمهيدي هام . - البحث والتنقيب ، من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع الرُّؤى والتصورات المتاحة ، من أجل الوصول إلى نتائج أفضل وأمْكَنَ ، ولو في حوارات تالية."
أنت تعرف الآن معنى الحوار و الوصف ، ولابد أنك تدربت قدر الإمكان على شحذ هذه الموهبة ،وصقلت قدراتك التعبيرية فيها بحيث صرت نهما لا تنفك تبحث عن مواضيع تطبق عليها مهارتك . لذلك أنت تريد أن تنقل إلى القاريء حكايات من نسج خيالك ، أو من ثقافتك ، أو من اقتباساتك عن غيرك. فالمصادر متنوعة كثيرة ومتوفرة بلا حدود. وأول هذه المصادر هي القرآن الكريم ، ولعلك تذكر قصة سيدنا موسى عليه السلام حين ورد ماء مدين ، وما وجد عليه من جدال ونقاش بين البنتين والرعاة على الماء . وما قام به موسى عليه السلام من الانتصار للبنتين وكيف كان جزاؤه من والدهما شعيب...
فلو طلب منك مثلا أن تحكي هذه القصة بأسلوبك الخاص ،ليستفيد منها القارؤون ، ( وهذا ما يفعله بعض الدعاة كعمرو خالد مثلا) وغيره ، فلا محيد لك ولا مناص من أن تستعمل بجانب الأوصاف التي استقيتها من المصدر القرآني عن هيأة موسى وشجاعته ( وصف الشخوص) بعض الأوصاف من خيالك ومتصورك الباطني للقوة والعظمة الظاهرة على الشخص المفتول العضلات القوي البنية ( ... خير من استأجرت القوي الأمين) ثم أنك حين ستصف الهيأة لا بد من أنك سترجع بالتاريخ إلى الوراء إلى زمن الفراعنة وما كان يرتديه الناس في ذلك العهد من أنواع اللباس ( وصف الهيئة واللباس) ثم حين تنتقل إلى مواقفه عليه السلام مع البنتين وكيف سقى لهما ، وكيف تعامل مع الرعاة ’ وكيف انزوى إلى الظل وقال:فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير.الآية24 سورة القصص. ثم بطبيعة الحال أنت لن تنس أن ترصد مظاهره الباطنية كالمزاج،والمشاعر والأفكار والمواقف ثم علاقته بغيره. وهذا ما نسميه( بوصف المظاهر الداخلية وقد تجلى ذلك في حواره مع نفسه داخليا (المونولوج))
إذن هاأنت ترى أنه لابد لك من الوصف الدقيق ، لسمات الشخص ( وهنا أخذنا نموذج موسى عليه السلام ) ومظاهره الخارجية ، ثم رصدنا مظاهره الداخلية أو الباطنية.
يبقى لك الآن سرد القصة بأسلوبك الخاص، وحكيها بما تتوفر عليه شخصيتك المؤثرة  من أسلوب إقناع ، ورصانة في الأفكار ، وتنظيم للأحداث وتوزيع دقيق للشخوص ،وإحاطة السامع والقاريء بمعالم المكان وطبيعة الزمان وأهم الأحداث فيه، وكذا خلق حوار بين الشخصيات للتعبير عن مواقفها وتبيين درجات وعيها ومستواها ، لأن الحوار هو الكلام الذي ينطق به الشخص ، وهو الدليل القاطع الذي يبين شخصية المتكلم ومستواه. وجازى الله الشاعر زهير بن أبي سلمى حين قال:
 وَكَائِنٌ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٌ   زِيَادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ فِي التَّكَلُّمِ 
          لسان الفتى نصف ونصف فؤاده     فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
ثم إن تنظيم الأحداث وتوزيع الشخوص ،وإحاطة القاريء بمعالم المكان والزمان وأهم الأحداث – السياسية والاجتماعية وما إلى ذلك.( الزمان الفرعوني عهد رمسيس الثاني طبقة العبيد وطبقة النبلاء والأشراف والفرعون الذي كان يعتقد بأنه إلــه إلخ... وغلبة القوي على الضعيف وما إلى ذلك مما نسميه بالظروف  المؤسسة للنص.
إذن لا بد لك من بداية تثير انتباه السامع والقاريء. وهذا ما نسميه ونصطلح عليه بوضعية الاستهلال أو البداية  وفيها تذكير بالزمان والمكان والشخوص الرئيسة المؤسسة للنص والتي ستبدأ في حبك الأحداث ونسجها . والتعريف بالبطل الذي سيكون محور الأحداث وهو الشخصية التي تقوم بالأفعال ،وفق نظام من الأحداث والعلاقات ، تحركها حوافز وعوامل وانفعالات ... ثم الزمان أو الوقت الذي تجري فيه هذه الأحداث ..يوم ساعة .. أسبوع .. شهر ... سنوات ..
ثم المكان وهو الفضاء الذي تجري فيه الأحداث  بمظاهره وأشيائه ، وما تدل عليه.
فأنت بسردك للقصة ستحكي الوقائع بطريقة ترتب فيها هذه الأحداث ترتيبا لا يخرج عن التصميم المتعارف عليه ، وهو البداية والوسط والنهاية وأن تعطي لكل حدث معنى ودلالة واضحة .وحكيك هذا أو سردك لا بد من أن يصف الشخصيات التي لها مظاهر خارجية وداخلية ، ولها سمات وعلامات تعرف بها ، وعلاقات مع غيرها ، لأنها مؤثرة ومتأثرة في علاقاتها بالشخوص . دون إغفال للزمان والمكان والسمات التي تؤطرهما
الزمان ( نهار –ليل- يوم – أسبوع- ..) المكان ( شاطيء البحر – جبل – مدينة- قرية –غابة- ضفة نهر...) ثم لا تنس بأنك أنت القاص الحاكي السارد  ، فلا مناص لك من أن تستعمل ضمير الحاكي: متكلم  مخاطب أو غائب .
إذن فلابد أنك الآن عرفت جيدا معنى السرد والحكي ، وأدركت فضلا عن ذلك بأنك حين تسرد القصة لابد لك من استعمال الوصف باطراد ،ولهذا كان الوصف الدقيق من مميزات الأسلوب الجيد في الحكي والسرد، ثم التنظيم المنطقي للأحداث والوقائع بداية وسط نهاية .

ولتحكي قصة متخيلة لا تنس بأن أي سرد ينطلق من الافتراض. مثلا: نفترض أن شخصا يريد الوصول إلى غاية معينة، وأن شخصا آخر يعيق البطل في الوصول إلى غايته ، إما بدافع الحسد أو الغيرة أو أي دافع كان ، وأن البطل سيتحدى هذا العائق أو المعيق إما بقوة إرادته أو بمساعدة غيره . وأثناء هذا الصراع بين الذي يريد، والذي لا يريد أن يصل البطل إلى غايته ستكون هناك مجموعة من الأحداث هي حركية النص ونبضه وسيكون هناك شخوص في الجانبين ستتأثر وتؤثر في النص، وسترقى بفضل الأحداث وتطورها إلى ما نسميه بالنمو الدرامي .
فلا تنس إذن هذه الشروط إذا ما طلب منك أن تكتب قصة أو تسردها وتحكيها.
المرجع كتاب :( السيناريو السينمائي من الفكرة إلى الشاشة) تأليف الأستاذ :خالد دقي - طبعة شركة مطابع الأنوار المغاربية- وجدة – 2008_  بتصرف-  


ليست هناك تعليقات: