.pagenavi{clear:both;margin:10px auto;text-align:center}.pagenavi span,.pagenavi a{padding:10px;margin-right:5px;padding-top:5px;padding-bottom:5px;background:#FFFFFF;-webkit-border-radius: 5px;-moz-border-radius: 5px;border-radius: 5px;}.pagenavi a:hover,.pagenavi .current{background:#ff8400;color:#fff;text-decoration:none}.pagenavi .pages,.pagenavi .current{font-weight:bold}.pagenavi .pages{border:none}
>>
تحميل ...
تظليـل الكود

sun

الجمعة، 19 فبراير 2016

أهل الكهف دراسة المؤلفات توفيق الحكيم لتلاميذ الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي.





دراسة المؤلفات 
مسرحية أهل الكهف
 لتوفيق الحكيم.

بالإضافة إلى شريط وثائقي عن أهل الكهف وحلقة من مسلسل أهل الكهف.




دراسة المؤلفات
 – الدورة الثانية –
تلامذة السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي
مسرحية أهل الكهف
توفيق الحكيم





شخصيات المسرحية:
الشخصيات الرئيسية
مرنوش*
ميشيلينا*
يمليخا*
بريسكا*
الشخصيات الثانوية
غالياسمؤدب الأميرة بريسكا*

الملك طرطوس*


ملخص المسرحية: 

الفصل الأول: "تدور أحداثه داخل الكهف" 
يدور الحوار في هذا الفصل بين كل من مرنوش، يمليخا ومشلينيا، حيث يبدأ الفصل باستيقاظ ثلاثتهم في الكهف، وقد شعروا بوهن في أجسادهم، ويدور بينهم حديث حول الفترة التي قضوها نياماً داخل الكهف، فبعضهم يقول يوم وبعضهم يقول ثلاثة أيام، ويطلب كل من مرنوش ومشلينيا من يمليخا أن يخرج ليحضر لهم بعضاً من الطعام كي يمدوا أجسادهم بطاقة تمكنهم من استيعاد نشاطهم فيخرج يمليخا ويقابل صياد فيفزع الصياد من هيئته ويقدم له يمليخا نقودا من زمن الملك دقيانوس فيعجب الصياد لأمر هذا الرجل ويتركه هارباً ليبلغ أهل المدينة بأن هناك رجلاً معه كنز من أيام دقيانوس، ويصل الخبر إلى كل أهالي المدينة فيذهبوا إلى الكهف كي يكشفوا سر ذلك الرجل فيفاجؤوا بالأشخاص الثلاثة ويفزعوا من شكلهم ؛فشعرهم كثيف وأظافرهم طويلة، وهيئتهم تدفع إلى الفزع، وينتهي الفصل بخروج أهل المدينة من الكهف كي يبلغوا الملك بنبأ أولئك الأشخاص. 

الفصل الثاني: "الأحداث تدور في قصر الملك" 
يصل إلى الملك نبأ أولئك الأشخاص، فيبلغه غالياس أن أولئك هم قديسون من زمن الملك دقيانوس، فقد قرأ هو في إحدى الكتب المقدسة بأن هناك قديسون سيبعثون بعد نوم عميق في زمن أهل الملوك الصالحين، ويُسَر الملك لذلك النبأ فيطلب منه أن يذهب فوراً ليحضرهم إلى القصر كي يرحب بهم، ولكنه لا يلبث إلا أن يقوم الناس بإحضار ثلاثة من كانوا بالكهف إلى الملك ،عندها يحتفي بهم الملك ويرحب بمقدمهم إلى القصر، وبعد أن يكتشف كل منهم بأن هذا الملك خلفاً لدقيانوس يشكرونه على استقباله لهم، فيطلب منه مرنوش الذهاب لرؤية زوجته وابنه، أما الراعي يمليخا فيطلب منه الذهاب للاطمئنان على أغنامه، وعن مشلينيا فيذهب كيف يهذب من شكله ويحلق ذقنه كي يلتقي بحبيبته بريسكا. 
يعجب الملك لطلب كل من مرنوش ويمليخا؛ فهو يعلم بأنهم لن يبلغوا شيئاً، لا الراعي سيجد أغنامه ولا مرنوش سيلتقي بابنه وزوجته ولكنه يتركهم للذهاب ليكون يمليخا أول من يصطدم بالحقيقة فيأتي مسرعاً ليلتقي بمرنوش ويقول له بأنهم غرباء عن هذا العالم؛ ذلك أنهم مكثوا نائمين بالكهف ثلاثمائة عاماً، إلا أن مرنوش يتهمه بالجنون ويتركه ويذهب -آخذاً معه هدايا لابنه- إلى بيته، ويُختتم الفصل الثاني بعودة يمليخا إلى الكهف وحيداً. 


الفصل الثالث: "الأحداث تدور في بهو القصر" 
بعد قيام مرنوش بزيارة بيته، يصطدم بذات الحقيقة التي اصطدم بها يمليخا من قبله ودفعته للعودة إلى الكهف ثانية، فابنه قد مات وهو في عمر الستين وبيته أقيم مكانه سوقاً وكذلك زوجته توفيت، ولكن عقل مرنوش لا يستطيع تقبل تلك الحقيقة فكيف به وقد ترك ابنه طفلاً يرجع ليجده ميتاً وعمره ستون عاماً وقد كتب على قبره بأنه حقق انتصارات عظيمة لروما. 
بعد هذه الصدمة يصدق مرنوش كلام الراعي ويذهب مسرعاً ليبلغ مشلينيا –الذي يكون جالساً في بهو القصر ينتظر حبيبته بريسكا التي يظن أنها حبيبته ابنة دقيانوس- بحقيقتهم ويقص عليه ما حدث معه، فيحزن عليه مشلينيا ويقول إنه بالتأكيد أصيب بمسٍ في عقله ولا يصدقه؛ فكيف يصدقه وهو يرى بريسكا أمامه لا تزال شابة لا يتجاوز عمرها العشرون عاماً. 
يطلب مرنوش من مشلينيا العودة إلى الكهف، فهذا العالم يبتعد عنهم بثلاثمائة سنة ولكن مشلينيا لا يلبي طلبه فيرجع مرنوش إلى الكهف ليحلق بالراعي، عندها تمر بريسكا ببهو القصر ويلتقيها مشلينيا، ويدور بينهما حوار فيأخذ بتذكيرها بالعهد المقدس الذي قطعته على نفسها بأنها لن تتزوج سواه، ولكن بريسكا التي هي ليست القديسة التي أحبها مشلينيا تصدمه بالحقيقة التي يصعب عليه إدراكها، وهي بأنها ليست القديسة بريسكا التي أحبها وإنما هي شبيهتها فقط شكلاً واسماً، فالقديسة هي جدة بريسكا التي اعتقد مشلينيا أنها هي حبيبته، تطلب منه بريسكا بأن يترك القصر أفضل له من العذاب الذي يعيشه بل وتعطيه الصليب الذي كان قد أهداه إلى جدتها القديسة بريسكا وتقول له بأنها لم تعد تحتمل ذلك الصليب في صدرها. 
يترك مشلينيا القصر حزيناً ومصدوماً، ليذهب هو الآخر إلى الكهف مرة أخرى حاله كحال مرنوش ويمليخا. 


الفصل الرابع: "الأحداث تدور في الكهف" 
بعد شهر من عودتهم للكهف، يستيقظون ويتحاورون حول ما حدث معهم ظانين أنه حلم لا حقيقة، ولكن مرنوش ومشلينيا يدركان أن ما حصل معهم حقيقة وذلك من طبيعة ملابسهم الغريبة التي يرتدونها، وأثناء حديثهم يصدر صوت من يمليخا ينبأ بأنه سيموت ويلفظ أنفاسه الأخيرة ثم يليه مرنوش فيلفظ الآخر أنفاسه الأخيرة أثناء حديثه مع مشلينيا، أما مشلينيا فيظل متشبثاً بالحياة إلى أن تأتيه بريسكا وتعترف له بحبها، وتخبره بأن الزمن لا قيمة له عندها فالقلب أقوى من الزمن والحب لا يعترف بالزمن وقوانينه، لحظتها ينتاب مشلينيا فرح عميق وسعادة عظيمة ويلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يحادث بريسكا لتكون كلمته الأخيرة لها:" إلى الملتقى". 
تقرر بريسكا البقاء في الكهف مع حبيبها وأن تموت وهي حية، عندها يأتي الملك كي يغلق على القديسين الكهف ليصبح بمثابة قبر لهم، فيقترح عليه غالياس بأن يترك معاول في الكهف حتى لو بعث القديسون استطاعوا هدم البناء والخروج من الكهف، وفعلا تترك في الكهف ثلاثة معاول اعتقاداً من بعضهم بأن القديسين سيبعثون مرة ثانية، ويخرج الملك ومن معه من الرهبان ليعود غالياس خلسة إلى بريسكا في الكهف ويودعها الوداع الأخير فتوصيه بأن يقول للناس لو سألوه عن قصتها بأنها ليست قديسة وإنما هي فقط امرأة أحبت. 

التعليق على مضمون الرواية: 
يتضمن النص العديد من الأفكار ومنها : 
فكرة الجبر لقد عكس يمليخا نموذج الإنسان المؤمن بجبرية الأحداث ، وكذلك بجبرية المعتقدات ؛ فهو إنسان سلم عقله لكل ما هو غيبي وأوكل أمره كله لإرادة الغيب "القدر " متمثلة في "الله والمسيح " ، أما عن مرنوش فقد عكس نموذجا مغايرا تماما ليمليخا؛ فكان يمثل صوت العقل برفضه لكل ما يتجاوز حدود المنطق والمعقول ، أضف إلى ذلك فهو لا يحيل كل شيء إلى أسباب غيبية ، فالإنسان برأيه ليس مسلوب الإرادة تسيره عوامل خارجية ، بل هو أحيانا من يكون مسؤولا عن أفعاله، وشخصية مرنوش توقفنا عند فلسفة المعتزلة حول الجبر والاختيار، وقولهم بأن الإنسان لو كان مجبرا على كل أفعاله أو لو كان مسيرا لما كان هناك قيمة للثواب والعقاب في الآخرة . 
فكرة الاختيار ، أو لنطلق عليها اسم " تحدي القدر " من خلال قيام بريسكا باختيار مصيرها وتحديد آلية موتها بنفسها ، فقد قررت أن تموت وهي حية وعمرها لا يتجاوز العشرون عاما ؛ فهي من حددت تاريخ وفاتها ولم تنتظر حتى يكتب تاريخ موتها أو يقرر القدر لها تاريخ ذلك الموت ، وكأن بالحكيم يريد أن يطلب منا ألا نكون عبيدا للأقدار وأحكامها ، وان كان تحدينا للأقدار أو إعمالنا للعقل في وجه من يرجعون كل الأحداث لعوامل غيبية لا يكون بأخذ قرار كالذي أخذته بريسكا وإنما، أراد الحكيم أن يجعلها رمزا مبالغا فيه للإنسان الذي تغلب فيه إرادة الحرية لتدفعه ليختار مصيره بإرادته البحتة وبلا تدخل أي عوامل خارجية ، وقد يكون مقصده من اختيار بريسكا للموت هو رمز للتضحية في سبيل الحب .


القيمة : 
تحكي الرواية عن قصة أصحاب الكهف. وقد درس مؤلفها درساً محيطاً، ثم أسلم جوهرها إلى خيال موفق وفكر مستقيم وذوق سليم. فصور من كل أولئك موضوعاً روائياُ طريفاً كساه الأسلوب السهل الفصيح حلة رائعة. في رواية أهل الكهف أشخاص تستشف من حوارهم طبائع نفوسهم وخبايا ضمائرهم وأسرار خلائقهم. وفي أهل الكهف ما يريك الدين إيمانا يملأ الصدر، وما يريكه موهناً تلينه عواطف اليأس وتدافعه زينة الحياة وشهواتها. وفي أسلوبها أحياناً ثوب من السخرية يرمي في لطف إلى مرمى بعيد. وفيها حب إذا كان لا بد للناس من حب وإن لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً .



دلالة العنوان:

لقد قسم العنوان إلى نصفين أهل ثم كهف. فا هل عشيرة و قروب بين الغير، و الكهف غار معروف بمأوى السباع، ومبيت للضواري ، حيث يعمه ظلام ذو رهبة و قلق يتسرب إلى النفوس بوحشية وارق.

أما أهل الكهف فهم أصحابه الذين تعاقب عليهم فيه زمن سحيق ذا المئات السنين فعد مأواهم و مبيتا.

دلالة الصورة:

الرسم عبارة عن اثر أو فن يمثل وقائع و أحداث تجمع فيما بينها دائرة تحيط بها متآكلة الأطراف، حيث تم إبراز صورة حسناء بشكل نابه (واضح) مثير للاهتمام، واضعة على شعرها المنسدل تاجا مما قد يدل على كونها أميرة ربما، كما ينعكس على محياها أجزاء الرسم المتبقية من نور ساطع متلاطم بالظلمة، وكذلك نظراتها و كأنها تتعمق متأملة في واقع لا متناهي غير فاقدة للأمل. 

وقد يدل الرسم أيضا على الغرابة ، حيث انقسم إلى رعب وضياء (نور) ذا وجهين : الأول منهم دال على الحزن و القساوة ، و الثاني على نور كامن فيه السرور.

تعريف المسرحية: 

لغة: هي تمثل الوقائع على المسرح؛ ونظريا هي إشكال و أنواع و تميزات يمكن اعتباره جنسا أدبيا يعرف تراثنا بفن كخيال الظل والتعازي الشعبية مثلا… .فبداية نشأة المسرح ذو الأعمال المترجمة كان على يد محمد عثمان بلال و مارون النقاش و يعقوب صنوع. أما في الأدب العربي تم على يد توفيق الحكيم و غيره من الكتاب.

المسرح أيضا يتكون أساسا من ثلاثة عناصر: 

-
الصراع الدرامي - الحوار ثم - الحدث.

*
الصراع الدرامي: تتصارع قوى اجتماعية أو فكرية أو سياسية .

*
الحوار: هو تجسيم لحركة الشخصيات و تفاعلها.

*
الحدث: يكون حكاية النص و يجعل المسرح جنسا من جنس الفنون السردية.


هل تعرف ما هو المسرح الذهني..؟.. انه ذلك الشيء من الأحداث الذي يسهل أن تتصوره وتتأمله لكن يصعب أداؤه أمامك وقد ارتبط هذا النوع الفكري من التخيل الروائي بالكاتب الرائع توفيق الحكيم - رحمه الله - حيث معظم مسرحياته من السهل تخيلها لكن من الصعب أداؤها وقد حدث أن تدخل وطلب إيقاف إحدى مسرحياته من الاستمرار.. مثلاً التخيل في مسرحية بجماليون بمقدورك أن تصعد بأدائه إلى أكثر مما أراد المؤلف في تخيلك، لذلك التفاعل بين الفنان ومحبوبته خيالاً جسده أو كينونة بشرية ضاق بها.. نحن نملك رصيداً هائلاً من معطيات المسرح الذهني والآخر الواقعي لكن ليس بين صفحات الكتب وإنما في ملفات ذكرياتنا خصوصاً لدى جيل الآباء أو الأجداد من ذوي الزواج المبكر.. عندما يتخشب متخوفون من أي جديد ثقافي فيحاصرون مهمة تطوير المسرح أو وجود دار السينما الذي لن يعرض بها إلا ما هو متوافق أخلاقياً مع سلوكيات المجتمع المطلوبة، فإنك لن تفقد هذا الامتياز.. في ذهن ذاكرتك أشياء كثيرة.. الانجليزي أو الفرنسي لا يحتفظ في ذاكرته بشيء عن حياته لكنه يجدها في كتب من ألفوها لأن الانجليزي أو الفرنسي كل منهما عرف الملامح الرئيسية لمدن بلاده الكثير وهي متماثلة في شيخوخته كما كانت عليه في طفولته.. هناك أكثر من جديد لكنه مرصود في مجالات علمية وحضارية كثيرة موجودة في معظم دول العالم ولدينا منها ما ليس بالقليل لكن نختلف أننا في واقع التقدم الحضاري يسهل علينا أن نطل على أمسنا المعيشي والاجتماعي البسيط للغاية.. للغاية


توفيق الحكيم (9 أكتوبر 1898 - 26 يوليو 1987)ولد قي الإسكندرية وتوفى في القاهرة. كاتب وأديب مصري، من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، كانت للطريقة التي استقبل بها الشارع الأدبي العربي نتاجاته الفنية بين اعتباره نجاحا عظيما تارة وإخفاقا كبيرا تارة أخرى الأثر الأعظم على تبلور خصوصية تأثير أدب وفكر الحكيم على أجيال متعاقبة من الأدباء ،وكانت مسرحيته المشهورة أهل الكهف في عام 1933 حدثا هاما في الدراما العربية فقد كانت تلك المسرحية بداية لنشوء تيار مسرحي عرف بالمسرح الذهني. بالرغم من الإنتاج الغزير للحكيم فإنه لم يكتب إلا عدداً قليلاً من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح فمعظم مسرحياته من النوع الذي كُتب ليُقرأ فيكتشف القارئ من خلاله عالماً من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها على الواقع في سهولة لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي

سمي تياره المسرحي بالمسرح الذهني لصعوبة تجسيدها في عمل مسرحي ، وكان الحكيم يدرك ذلك جيدا حيث قال في إحدى اللقاءات الصحفية : "إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة. كان الحكيم أول مؤلف استلهم في أعماله المسرحية موضوعات مستمدة من التراث المصري وقد استلهم هذا التراث عبر عصوره المختلفة، سواء أكانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية لكن بعض النقاد اتهموه بأن له ما وصفوه بميول فرعونية وخاصة بعد رواية عودة الروح أرسله والده إلى فرنسا ليبتعد عن المسرح ويتفرغ لدراسة القانون ولكنه وخلال إقامته في باريس لمدة 3 سنوات اطلع على فنون المسرح الذي كان شُغله الشاغل واكتشف الحكيم حقيقة أن الثقافة المسرحية الأوروبية بأكملها أسست على أصول المسرح اليوناني فقام بدراسة المسرح اليوناني القديم كما اطلع على الأساطير والملاحم اليونانية العظيمة. عندما قرأ توفيق الحكيم إن بعض لاعبي كرة القدم دون العشرين يقبضون ملايين الجنيهات قال عبارته المشهورة: "انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم لقد أخذ هذا اللاعب في سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام اخناتون"
عاصر الحربين العالميتين 1914 - 1939. وعاصر عمالقة الأدب في تلك الفترة مثل طه حسين والعقاد واحمد امين وسلامة موسى. وعمالقة الشعر مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وعمالقة الموسيقى مثل سيد درويش وزكريا أحمد والقصبجى، وعمالقة المسرح المصري مثل جورج أبيض ويوسف وهبى والريحاني. كما عاصر فترة انحطاط الثقافة المصرية (حسب رأيه) في الفترة الممتدة بين الحرب العالمية الثانية وقيام ثورة يوليو 1939 - 1952. هذه المرحلة التي وصفها في مقال له بصحيفة أخبار اليوم بالعصر "الشكوكي"، وذلك نسبة محمود شكوكو.

مقتبس لفائدة التلميذ

القراءة للأولى من التعليم الثانوي الإعدادي / نص : الحمد لله على السلامة.



                        النص السردي:الحمد لله على السلامة                        

سيكون التركيز في دراسة هذا النص على الوصف مفهومه واستعماله وبعض خصائصه
 الفنية.


* عبد الجبار السميحي ...عرّف به... –ص- 114.

نوعية النـــــــــــص :  قصّة قصيرة
صاحب النـــــــــص:  ع الجبّار السّميحي
مرجع النـــــــــــص:  الممكن من المستحيل [بتصرّف]
الغرض من النـــص: تبيين الكاتب خوف البطل من ركوب الطائرة وتوقعه سقوطها الى آخر لحظة.
الفكرة العامّــــــــــة:  خوف البطل من الموت وسيطرة هذا الهاجس عليه طوال الرحلة.
أبعاد النــــــــــــــص: بعد فني ، نفسي ، وجداني...

******هل سبق للبطل ركوب الطائرة ؟
****** ما الذي يدل على ذلك ؟
****** ما هو الشيء الذي كان يخشاه قبل ركوب الطائرة؟
****** هل تغير شعوره بعد ركوبها؟
****** استخرج من النص ما يدل على أن البطل إنسان مؤمن .
****** هل تحققت هواجس البطل وتخوفاته ؟
******ما هو الشيء الذي يسبب الخوف من ركوب الطائرة عند بعض الناس؟
****** هل يعتبر الخوف من الموت شيئا طبيعيا في نظرك ؟
****** هل تعتقد أن فوائد المواصلات أكثر من مضارّها أم العكس ؟
تجريد المضامين :
****تخوّف البطل من ركوب الطائرة وسيطرة الظنون السيئة عليه .
**** اعتباره أن الموت في هذا السن يحرمه من تحقيق الكثير من الأحلام التي لم يحققها بعد .
**** سيطرة الظنون على البطل وتغير لونه من شدة الخوف.
**** استحضاره الشهادتين حين انطلقت الطائرة في المدرج استعدادا للتحليق .
**** وصف بعض المشاهد في الطائرة وما كان يلاحظه ، واستمرار هواجسه .
**** هبوط الطائرة بسلام  في النهاية بعد أن كان الخوف قد ألجمه عن الكلام والرد على المهنيء الذي هنأه على السلامة . 

بناء النص والربط بين المضامين :
*****كان الخوف مسيطرا على البطل وهو في قاعة الاستقبال ، منتظرا ركوب الطائرة وقد رسم في مخيلته عشرات {السيناريوهات} المشاهد .لكيفية سقوطها أو احتراقها . الشيء الذي سيؤدي به الى الموت لا محالة . ولكن البطل كان يستبعد الموت في سنه تلك ،لأسباب عديدة . انطلقت الطائرة وحلقت ووصف تحليقها وما راج من حديث الربان وابتسامات المضيفات ولكن كل ذلك لم يحل دون استمرار الخوف في خاطر البطل وسريرته. وحين هبطت الطائرة بسلام لم يستطع الرد على الذي هنّأه قائلا: على السلامة.

بنية النص السردي
البطل – الشخصيات – الوصف – الأحداث -- -حوار—
{الحوار الذاتي}-{ المونولوج }
المونولوج أو حديث النفس أو النّجوى :هو حوار يوجد في الروايات، ويكون قائما ما بين الشخصية وذاتها أي ضميرها. بمعنى آخر هو الحوار مع النفس. نقول المونولوج هذا المصطلح الذي يطلق على نوع من المسرح ومصدر الكلمة يوناني مونو يعني أحادي ولوجوس تعني خطاب. نعني به شخصا وحيدا يقف على خشبة المسرح ويقدم قطعة صغيرة.أي مسرحيا واحدا يؤدي جميع الشخصيات المختلفة بأسلوب ساخر ومضحك ليس دائماً.

نموذج للمونولوج المسرحي 

الوصف: هو فنّ من فنون الاتصال اللّغوي، يُستخدم لتصوير المشاهد وتقديم الشخصيات والتعبير عن المواقف والمشاعر والانفعالات بوسائل وطرق عديدة.
الوصف وسيلة تعبيرية تتخذ من الشخوص والأمكنة والأشياء والحالات و المواقف 

موضوعا لها, وبهذا يمكن التمييز بين 

نصوص تصف الشخوص، ونصوص تصف الأمكنة والأشياء، وأخرى تصف الحالات 
الاجتماعية والنفسية، وما يترتب عليها 

من مواقف. ووصف عنصر من عناصر الواقع يعني تسميته وتعرفه : - فالتسمية 

تسمح بتعين العنصر المراد إبرازه كما تتيح 

فرصة انتقالية من بين عناصر أخرى قريبة منه مثل : شارع, نهج, طريق... -أما 

التعريف، فيمكن الواصف من تحديد 

الخصائص المميزة لهدا العنصر:

                                                 الوصف: (تعريفه- خصائصه- أنواعه)
                        يقول حنّا الفاخوري : "الوصف هو تمثيل الأشياء تمثيلا إيجابيّا

والوصف هو رسم لصورة الأشياء بقلم الفنّ والحياة"


تعريف الوصف: هو فنّ من فنون الاتصال اللّغوي، يُستخدم لتصوير المشاهد وتقديم الشخصيات والتعبير عن المواقف والمشاعر والانفعالات.

خصائص الوصف: 

-
تقديم صورة أمينة عن الموضوع

-
الدقّة في التصوير

- 
استخدام النّعوت

-
استخدام الماضي ، والمضارع الدال على الحاضر أي الحال ( وليس الدال على المستقبل باستعمال السّين وسوف وأنْ التي هي أداة نصب ومصدر

* 
أنواعه: 

1- 
الوصف الظاهري الخارجي:هو وصف نقلي موضوعي تصويري يعتمد على نقل ما تراه العين فقط، ويكون فيه الواصف خارج الموصوف  بحيث لا ينقل سوى ما يراه .

2- 
الوصف الأدبي: يعتمد أكثر على الخيال والتشبيه والكنايات، والمحسّان اللفظية كالطباق، والمقابلة، والجناس .كما تدخل فيه العوامل النفسية الرومنسية من تشبيه حالات الطبيعة بالأحاسيس النفس البشرية :كثورة البركان ، وهيجان البحر، والزوابع النفسية....

مثال عن الوصف الظاهري والأدبي: وجه كسته التجاعيد ، وجسم نحيل عصف به البؤس والشقاء فوهنت قوته . شاهدته يمشي بخطى ثقيلة ، وكان يضع على رأسه الأشيب قبعة بالية تقيه لفح الـهجير ، عيناه غائرتان مظلمتان .أما ثقل السنين فلقد ترك عليه آثـاره، فبدت هزالا في جسمه ورجفة في يديه، وكأن الأيام أبت إلا أن تسقيه كأس العـذاب حتى الثمالة. فتركته شريدا يستجدي وفي يده اليمنى عصاه التي لا يفارقها أنى سار . رأيته قد خطى بعض خطوات ثم وقف ، ثم استأنف سيره وكانت أمامه حفرة قد خـفت أن يهوي فيها فأسرعت لإنقاذه والألم يمـزق أحشائي أسفا على هذا المسكين الذي لو كان بصيرا لوصل إلـى مبتغاه ، وتخلص من عبودية الـفقر، وقيد العجز ، وراح كغيره فـي معترك الحياة ليحيا حياة حرة هانئة 

ملاحظة: وأنت تصف شخصا أو منظرا أو حادثا، يمكنك المزْج بين النوعين
تعريف الوصف :هو تصوير الأشياء المراد التعبير عنها بأسلوب فني، أو بأساليب مختلفة، لتقريب حالة وشكل الموصوف بالنسبة للقارئ وتقييمه، وعادةً يكون الوصف دالاً على مدى جودة أو سوء الموصوف. يعتبر الوصف من أسهل وأعقد الطرق في سرد الكلام في آنٍ واحد، حيث إنّ وصف حالة معيّنة يسهّل عليك تقديم صورة دقيقة للمتلقّي بطريقة أسهل من إعطاء معلومات عادية، لكن قد يجد الواصف صعوبة في انتقاء الكلمات المؤثرة والتي تقع على المتلقّي فتصله بدقة ويكون لها وقع على نفسه ويحتاج الواصف لقدرة على سرد المعلومات، والعلم الكافي للثقة بصحة وصفه للأشياء. وظائف الوصف إما إخبارية لنقل معلومات وأخبار جديدة، أو لتشخيص حالة بوصفها من جميع جوانبها، أو سردية لإعطاء الأحداث بالتدريج مع الوصف الدقيق لوضع القارئ في حالة من التخيل، أو تقييم لحالة الموصوف بصفاته وحسناته، أو للتعبير عن حالة بكلمة وصفية توصل المقصود بشكل أسرع أو لتهويل الأمور. مؤشراته: الإطار الزماني والمكاني والحركة. خصائص الوصف امتلاك القدرة على الوصف بدقة، أي الدقة في التصوير. استخدام النعت والحال للحالة بكلمات معينة تدل على الموصوف. الصدق والموضوعية في الوصف. المهارة في التعبير عن الحالة وربطها بأشياء أخرى. استخدام أسلوب التعجب، والتمني، والمبالغة والمدح أو الذم والمجاز. إدخال أفعال الماضي والمضارع، وعدم استخدام أفعال المستقبل بسين المستقبلية. أنواع الوصف الوصف الظاهري: وهو وصف الأشياء كما هي دون تغيير أو إعطائها صفات تجملها أو تجعلها سيئة، والتحدث عنها كما رآها الواصف أمامه بكلمات منتقاة بعناية. الوصف المعنوي: هو الذي يتضمن الرموز، فيكون الوصف مبهماً يحتاج للتحليل للتوصل للموصوف، ويعتبر من أجمل الأساليب الوصفية التي تشوق القارئ وتشغل ذهنه. الوصف العلمي: وهو وصف الظواهر العلمية مثل بعض الاختراعات أو الأمراض أو الأجهزة، أو وصف طريقة كيميائية وفيزيائية ويجب مراعاة الدقة في هذا الوصف لأنه يخص أشياء علمية لا تحتمل الأخطاء. الوصف العام: هو لوصف إنسان أو حالة أو شيء معين بشكل عام لتوضيحه للمتلقي، مثل وصف شخصية أو احتفال أو حسناء. الوصف الأدبي: وهو الوصف الذي يستخدم في القصائد أو الخواطر أو القصص النثرية، ويعتمد على الخيال والتشبيهات والأساليب الأدبية من محسنات بديعية ولفظية، وطباق ومقابلة وجناس ووقد استخدم هذا النوع في العصر الجاهلي لوصف الأطلال والناقة والمحبوبة والرحلة والصيد وكذلك وصف الحالة الشعورية التي كان يعيشها الشاعر أثناء رفض حبيبته له أو بعده عنها واستخدم في العصر الحديث في وصف معاناة الشعوب من الظلم والحروب، والاضطهاد والمأساة التي كانوا يعيشون بها والفقر والخضوع لحكم الغني. الوصف الوظيفي: الذي يعطي للموظفين معلومات لمنصب كلً منهم، وطبيعة وعملهم ومهامهم والحوافز والرواتب.

موضوع مقتبس من: هديل شلش  //اقرأعربي


الخميس، 18 فبراير 2016

رحلة الحياة حكاية خيالية من الواقع // خيال؟ واقع؟//

كنت وعدت وها أنا أفي بالوعد. فافهم العبرة من هذه الرحلة ياعزيزي التلميذ.
رحلة الحياة    اطبع هذا النص وأقرأه على الورق 


كنت قد وعدت تلامذتي في الأولى والثانية من التعليم الثانوي الإعدادي بأن أشرح لهم معنى  المرحلة الإعدادية في التعليم ،ومدى أهميتها وخطورتها في حياة التلميذ. ولا أقصد  بخطورتها بأنها تشكل خطرا ما ،أو  أن يتصور أحد ما؛ هذه اللفظة  في دلالاتها المخيفة ، ولكن تبقى مع ذلك مرحلة خطيرة ،يجب على الأولياء تنبيه أبنائهم فيها والسهر على تكوينهم خلالها؛ تكوينا يسمح لهم بمواصلة الدراسة في السلك التأهيلي ؛بيسر وكفاءة وقدرة على مواجهة تحديات المرحلة التأهيلية ،ومن تم الاستعداد للتخصص الذي يحلم به كل طالب وتلميذ.

 




  إذن كيف يمكنني تصوير مراحل التعليم منذ سنواته الأولى ،حتى الوصول إلى التخرج ومواجهة الحياة؟
يبدو السؤال غريبا نوعا ما ، والأغرب منه هو الجواب عليه. إذ كيف يمكن تصوير مراحل التعليم بهذه الطريقة ، وتخويف التلاميذ ؟ لا لن أخوف أيا كان ولكن لمن يفهم هذا التصوير وهذا الوصف ،سيجده حقيقيا وواقعيا.
 لنشرع في الحكاية من الأول إذن دون إطالة.
مرحلة الابتدائي : تشبه حديقة مزهرة مليئة بالأعاجيب ، فيها كل شيء جميل ، وكل شيء بريء ، فيها أناس طيبون يجلسون على أرائك واسعة ؛ يرتدون ملابس بيضاء ناصعة البياض، والأطفال حولهم كالفراشات والعصافير ، يتعلمون من هذا الشيخ مباديء الآداب وحسن السلوك ، ومن الآخر مباديء الكتابة والقراءة ، ومن سيدة لطيفة أسس الحساب ومن شاعر فاضل قصائد الوطنية وحب الوطن ،ومن هذا قواعد اللغة ،ومن الأخرى لغة أجنبية ، وهكذا يمرحون ويلعبون لعبة القراءة ؛بمتعة ولذة فرحين بمن يعلمهم مستبشرين بالطبيعة حولهم والظلال التي يتفيؤونها ..
ثم بعد ذلك ينتقلون إلى مرحلة الإعدادي ، فيخرجون من ذلك البستان الجميل الذي قضوا فيه مدة ست سنوات ، لينتقلوا إلى ضيعة كبيرة كثيرة الأشجار والفواكه والمياه ، وكل شجرة فيها ناطقة تتكلم وتقول: يا فتى خذ من ثماري ولا تخجل ، خذ من ثماري وتلذذ بها ، ونصيحتي إليك أن تقطف من كل ثمار الأشجار في الضيعة وتجففها لوقت الحاجة. لكن هناك المستهترين الذين لا يريدون قطف الثمار ،ولا البحث عنها، ولا تجفيفها لوقت الحاجة ؛كما يجفف التين والزبيب ، والحمص والفول والعدس ،والحنطة .ولا أن يخزنوا الماء كما يفعل غيرهم الذين يعلمون بأنهم سيقضون في هذه الضيعة ثلاث سنوات فقط ، وبعدها سيرحلون عنها ،فيجمعون ويخزنون ويكنزون لوقت الحاجة.
يظل الآخرون في لهو ولعب لا يفعلون شيئا عدى أن يأخذوا بدل وهوان  من الآخرين؛ الذين جمعوا وكدسوا ورتبوا وأعدوا العدة للرحيل من الضيعة بعد السنة الثالثة.
ثم ينتقلون إلى مرحلة التأهيلي ، وهي صحراءواسعة ، بها واحات وخيام ، والشمس فيها محرقة لا ماء ولا شجر إلا ما خُزِنَ لوقت الحاجة ، وها قد جاء وقتها ، فبها يمكن استبدال الأشياء ومقايضة الشيء بما يريدون . أما الآخرون فلا يستطيعون مقايضة ،ولا يقدرون حتى التعبير عن حاجتهم لشدة جوعهم وعطشهم . فلا يبقون ويتبخرون ويتلاشون .
تنقضي السنوات الثلاث وقد استبدل الجامعون بضائعهم ببضائع أغلى وأنفس ، وجواهر أثمن ؛ليرحلوا وهم أسعد مما دخلوا إلى هذه الصحراء ،وبعد أن عاشروا فيها الشاعر والأديب والعالم ، وأخذوا من كل واحد منهم ما يكفيهم حاجتهم في المرحلة المقبلة .
   تغيب الشمس عن تلك الصحراء ، وتهب ريح في الليل ،لتحملهم إلى مكان آخر ، ساحة كبيرة متمدنة متحضرة  ، فيها كل وسائل النقل المتاحة، من باهظة الثمن إلى الرخيصة . وكل واحد منهم يستقل الوسيلة التي يقدر عليها بما جمع من يواقيت وجواهر في المرحلة السابقة ،وكل حسب قدرته وما تحمله حقيبته من إمكانيات . يرحل أصحاب الدرر الغالية وأصحاب الذهب وأصحاب الفضة ويبقى أصحاب النحاس والقصدير، يتحينون فرصة ؛عسى وسيلة نقل حسب إمكانياتهم تساعدهم على الانتقال والسفر كالآخرين ، منهم من يجد ومنهم من لا يجد فيثوى في ذلك المكان منتظرا مترقبا والسنون تمر وتتوالى ،وهم باقون يتوافد عليهم المزيد من أمثالهم، حتى يشيخوا في نفس المكان أو يختاروا سلك الطريق على الأقدام.






وبعد أن يصل الجميع ، إلى شاطيء بحر لجي ليس يه رمال ،ما هي إلا صخور كرؤوس الرماح حادة منتصبة قوية صلبة ، ولا موطيء قدم فيها، والبحر بعيد مرساه ، وسفنه وزوارقه تلوح متباهتة في الأفق خلف مسافات من الصخور الحادة ، ترى فيها من جمع من الزاد نشطا يقفز من صخرة إلى أخرى بيسر وأناة  لا يشعرون بعطش ولا سغب، أما المتهالكون الذين استنفذوا زادهم ؛فتراهم في وهن وعجز يتمايلون من العطش والجوع ، وقد أنهكهم المسير حتى صاروا يطأون على الصخور وقد أدمت أقدامهم وتمزقت نعالهم ، ثم ترى بعضهم وقد انهار على جنبه فتمزق جلده  ونزف دما ولا مكان للجلوس ، أما الذين استعدوا فيقطعون المسافة في يسر وسهولة ليصلوا إلى زوارق النجاة وسفن الخلاص ، ويضل الباقون متعثرين تسيل منهم الدماء وقد كلوا ولم يستطيعوا السير ولا إكمال المسير ،فيفضلون العودة على أدراجهم وكلهم خيبة أمل ، ليسلكوا طريقا آخر غير الطريق الذي كانوا يحلمون به ويحلمون بالوصول إليه ولكن دون جهد ولا استعداد ، لتتلقفهم غابة متوحشة لا ينفعهم فيها إلا الصراع والقوة والاحتراس والتيقظ.
أما الذين وصلوا إلى المرفأ واستقلوا الزوارق والبواخر وقطعوا البحر ، يجدون أنفسهم في مرفأ الوصول محاطين بالأهل والأحبة ،تنتظرهم السعادة والطمأنينة والهناء ...
والباقي يبقى مفتوحا لمن أراد الإبحار في عالم  الخيال...
تخيلها وكتبها الأستاذ: خالد دقي  



                                  هدية لمن يفهم الألغاز والحكايات ،ويستفيد من تجارب الآخرين.